راديو موال – حسن عبد الجواد -شهدت مدينة بيت جالا احتفالا شعبيا ودينيا حاشدا غير مسبوق، بمناسبة احتفال أهالي ومؤسسات وفعاليات المدينة بعيد القديس نيقولاوس شفيع مدينة بيت جالا، وهي المرة الأولي التي يغيب فيها البطريرك ثيوفيلوس أو من يمثله، عن هذا الاحتفال السنوي التقليدي منذ خمسينات القرن الماضي، بسبب عمليات البيع والتسريب لأراضي الوقف العربي الأرثوذكسي في القدس وأماكن مختلفة من فلسطين التاريخية، والمقاطعة الشاملة التي أعلنتها المدينة له ولسلطة البطريركية الأرثوذكسية بهذه المناسبة وفي عيد الميلاد.
وحضر الاحتفال رئيس بلدية بيت جالا نقولا خميس ورئيس جمعية الإحسان الأرثوذكسية فخري غنيم وعضو مجلس المركزي الأرثوذكسي ماهر سحلية وأعضاء من الحراك الوطني المسيحي ورؤساء وممثلي الكنائس في المدينة والآباء الكهنة ووكلاء الكنيسة وأعضاء لجنة المتابعة لقرارات المؤتمر العربي الأرثوذكسي وفعاليات المؤسسات والجمعيات والهيئات الوطنية والدينية والخيرية في المدينة والمحافظة والمجموعة الأرثوذكسية العربية البيتجالية والمجموعة البابوية البيتجالية ومجموعة طاليثا قومي وقدماء الكشافة في المدينة وأبناء المدينة.
وترأس القداس الاحتفالي صباح أمس في كنيسة مارنقولاوس رئيس دير بيت جالا والآباء الكهنة والشمامسة بمشاركة جوقة الكنيسة.
وألقى الأب يوسف الهودلي كلمة أعلن فيها انطلاق الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد. وقال:” نحتفل اليوم بعيد القديس نيقولاوس شفيع مدينة بيت جالا، والذي مر من هنا وعاش في مدينتنا و أرضنا المقدسة، وقدم الشكر للحضور ولكل من ساهم في إنجاح الاحتفال، متمنيا أن يحل السلام والاستقرار والأمن في المعمورة بأسرها وهنأ الجميع بهذه المناسبة العظيمة”. وخلال القداس هتف عدد من الحضور، بان ثيوفيلوس غير مستحق.
وبعد القداس انطلق استعراض كشفي كبير بمشاركة المجموعة الكشفية الأرثوذكسية العربية ومجموعة البابوية البيتجالية ومجموعة طاليثا قومي الذين جابوا شوارع المدينة، حيث عزفوا ألحانهم الوطنية والدينية.
ثم توجه الحضور إلى قاعة جمعية الإحسان، وألقى رئيس الجمعية فخري غنيم كلمة استنكر من خلالها قرار الرئيس ترامب المجحف بحق شعبنا الفلسطيني بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وحيا أعضاء مجلس الأمن وزعماء العالم الذين رفضوا هذا القرار الجائر، مؤكدين أن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين، وقدم الشكر لكل من ساهم في إنجاح احتفالات القديس مار نيقولاوس وقدم التهاني بالمناسبة.
وقال ماهر ساحلية عضو المجلس المركزي الأرثوذكسي، أن احتفال بعيد القديس نيقولاوس شفيع مدينة بيت جالا كان احتفالا وطنيا بامتياز، لطابعه الشعبي والمؤسساتي والديني، وقد شكل انتصارا للرعية الأرثوذكسية ومؤسساتها وللجنة المتابعة لقرارات المؤتمر الوطني الأرثوذكسي الذي عقد في بيت لحم، التي دعت إلى عزل ثيوفيلوس ومقاطعته وحاشيته التي فرطت بأملاك الوقف الأرثوذكسي في فلسطين التاريخية وباعتها للشركات الاستيطانية الإسرائيلية.
وعبر رئيس بلدية بيت جالا نقولا خميس عن ارتياحه للطابع الوطني الشعبي والديني غير المسبوق لهذا الاحتفال السنوي التقليدي، مؤكدا تأييده لمقاطعة البطريرك، ومشيرا إلى أن المشاركة الشعبية الواسعة بهذه المناسبة تؤكد انتصار أهالي ومؤسسات بيت جالا للقدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، ورفضا لقرار الرئيس الأمريكي اعتبارها عاصمة لإسرائيل المحتلة لأراضينا.
واعتبر عبد الله هودلي رئيس النادي الأرثوذكسي العربي، في بيت جالا، عدم مشاركة البطريرك ثيوفيلوس أو من يمثله، في احتفالات القديس نيقولاوس، يعود لرفض مؤسسات وفعاليات المدينة وقواها الوطنية استقباله، لافتا إلى أنها المرة الأولي منذ خمسينات القرن الماضي، التي ينظم فيها هذا الاحتفال بدون البطريرك او من يمثله، مؤكدا أن عدم حضور ثيوفيلوس يعتبر انتصارا لقرارات المؤتمر الوطني الأرثوذكسي.
وقال خالد قسيس قائد المجموعة الكشفية الأرثوذكسية، ان المشاركة الشعبية الواسعة لأهالي وفعاليات ومؤسسات في عيد القديس نيقولاوس تؤكد على وحدة الموقف الوطني والاجتماعي والمؤسساتي والكشفي في المدينة، ودعمهم لمدينة القدس، ورفضهم لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك رفضهم استقبال البطريرك ثيوفيلوس الذي قاد عمليات بيع وتسريب الوقف الأرثوذكسي للشركات الإسرائيلية.
وأشاد الدكتور نادر ابو غطاس عضو الناشط في الحراك العربي الأرثوذكسي بمواقف أهالي وفعاليات ومؤسسات بيت جالا في مواجهة سياسة البطريرك ثيوفيلوس التي أدت إلى بيع وتسريب أراضي الوقف الأرثوذكسي للإسرائيليين، وأغرقت سلطة البطريركية في الفساد الإداري والمالي، وهمشت دور وحقوق الرعية الأرثوذكسية.
ولفت إلى ان النضال العربي الأرثوذكسي هو نضال من اجل القدس وعروبتها، وضد قرار الرئيس ترامب، وان عدم قدرة البطريرك ثيوفيلوس على المشاركة في احتفالات عيد شفيع بيت جالا القديس نقولاوس تأكيد على انتصار إرادة الحراك العربي الأرثوذكسي، وقرارات المؤتمر الوطني الأرثوذكسي.
وتخلل الاحتفالات التي انطلقت بتاريخ 30/11/2017 العديد من الفقرات المتنوعة بمشاركة جوقة الكنيسة الأرثوذكسية وبزار الميلاد وعرض للمهرجين وورشة للأطفال والعائلة قدمتها مؤسسة الأنوف الحمراء ومسرحيات لمسرح الحارة ولمسرح عناد وعرض لمركز بلدي للثقافة والفنون وعروض غنائية لفناني مدينة بيت جالا استيف حنا ووسيم إبراهيم وأميرة عوض ومارسيلا أبو قبع.
ومن الجدير بالذكر أن القديس نيقولاوس وذاته شخصية بابا ناويل أو سانتا كلاوس ولد في مدينة ميرا إحدى مقاطعات آسيا الصغرى، وكانت ميرا العاصمة قريبة من البحر،وهي مقر كرسي أسقفي. اتخذه الكثيرين يتخذونه شفيعًا لهم، وكان المسيحيون في ألمانيا وسويسرا وهولندا يتبادلون الهدايا باسمه في عيد الميلاد المجيد.