اضاءة شجرة اعياد الميلاد في بيت لحم

راديو موال-جرى مساء السبت، اضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد في بيت لحم، بحضور رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله، ومحافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، ورئيس بلدية بيت لحم انطون سلمان، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، والوزير زياد البندك مستشار الرئيس للشؤون الدينية المسيحية، وعدد من السفراء والقناصل والشخصيات الرسمية والاعتبارية.

وقال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: “على شعوب ودول العالم أن تدرك العواقب الوخيمة التي سنشهدها في حال المساس بالقدس أو بثوابتنا الوطنية والقومية. فالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأمريكية إليها سيجر المنطقة إلى المزيد من عدم الاستقرار وسيدمر كل فرص السلام. فأي حل عادل يجب أن يؤدي إلى القدس عاصمة لدولتنا ويقوم على إعمال حقوقنا العادلة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير”.

وأضاف رئيس الوزراء: “رغم النشاطات الاستيطانية التي تمارسها إسرائيل، فإن الشعب الفلسطيني لا يزال يؤمن بثقافة التعايش والإخاء والسلام التي حملها سيدنا المسيح عليه السلام. إننا، من مدينة السلام وموطن البشارة، نطالب العالم بأسره، باتخاذ موقف موحد لإنهاء أطول احتلال وظلم عرفه التاريخ الحديث، وإعمال حقوق شعبنا والاعتراف بدولته، خاصة وإن حل الدولتين بات في خطر حقيقي وداهم، جراء إمعان إسرائيل في انتهاكاتها، واستهتارها بالقانون الدولي وبمبادئ حقوق الإنسان وبالاتفاقيات الموقعة”.وتابع الحمد الله: “كما في كل عام، نجتمع ومشاعر الفرح والسرور تغمرنا، لنضيئ معا شجرة عيد الميلاد هنا في بيت لحم إيذانا ببدء الاستعدادات للاحتفالات المجيدة في رام الله والناصرة وغزة ونابلس، وكل مكان ينبض بروح الميلاد. إنه بالفعل لشرف كبير ان أكون معكم في هذه الفعالية المباركة، وأن أنقل إليكم جميعا تحيات فخامة الأخ الرئيس محمود عباس وتمنياته لكافة أبناء شعبنا مسيحيه ومسلميه وسامريه، بعام جديد يسوده السلام والوئام والوحدة. كل عام وأنتم بخير”.

واستطرد رئيس الوزراء: “نلتقي اليوم، في خضم واقع مرير وصعب، لنصنع لأنفسنا مساحة للفرح والتفاؤل، فإسرائيل ماضية في تقويض أية جهود لإحياء عملية السلام، فهي تشدد حصارها الخانق على قطاع غزة، وتحاصر مسافر يطا وسوسيا والخان الأحمر وجبل البابا وعين الحلوة وأم الجمال، وسائر المناطق المسماة (ج)، وتهدم فيها البيوت والمنشآت، وترهب أهلها بإخطارات الهدم وبمخططات التهجير القسري، وتصادر حق أطفالنا في حياة طبيعية آمنة في غزة والأغوار وفي القدس والخليل، وتحتجز حرية حوالي ستة آلاف وثلاثمائة أسير فلسطيني في سجونها ومعتقلاتها، بينهم نحو ثلاثمائة طفل وقاصر. يأتي هذا في وقت تشرع فيه القوانين المخالفة للقانون الدولي، وتطلق العنان لجيشها ومستوطنيها لاستباحة أرضنا والاستمرار بأنتهاكاتها، والتي كان آخرها قتل المواطن محمود عودة بدم بارد، وهو يفلح أرضه ببلدة قصرة في نابلس”.

455291C

واستدرك رئيس الوزراء: “اننا ماضون في جهود تكريس المصالحة فالمسؤولية الوطنية تحتم علينا جميعا الارتقاء عن جميع الخلافات للانطلاق نحو التطبيق الجاد والفاعل لاتفاق القاهرة لنجدة غزة وتلبية احتياجاتها الأساسية والطارئة وضمان وحدة العمل وصون السلم الأهلي والمجتمعي”.وأردف الحمد الله: “نطلق من أزقة وساحات هذه المدينة، ومن كنائسها وأديرتها، ومن القدس الأبية المحتلة، ومن غزة المحاصرة المكلومة، رسالة للعالم بأن شعبنا سيبقى صامدا وراسخا، مؤمنا بالسلام وبالعدالة الاجتماعية، وسنمضي موحدين للدفاع عن مشروعنا الوطني لإيصاله إلى قدره الحتمي في الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وجدرانه واستيطانه، ولن نكل حتى نكرس الوحدة الوطنية وننهض بغزة ونجسد سيادتنا واستقلالنا في دولة فلسطين على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها والأغوار في قلبها. لا يمكن لأي احتلال مهما طال، أن يغير التاريخ أو يدفن هوية شعبنا وحضارته الممتدة عبر الأزمان”.

وأضاف رئيس الوزراء: “نشكر ضيوف فلسطين الكرام على وجودهم بيننا والذي يشكل رسالة تضامن ومحبة هامة مع قضيتنا الوطنية، ونتمنى أن تنقلوا إلى بلادكم، معاناة شعبنا وإصراره على الحياة والأمل والعيش بسلام في كنف دولته كباقي شعوب الأرض”.واختتم الحمد الله: “أهنئكم جميعا، وأهنئ كافة شعوب العالم بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، ورأس السنة الميلادية. وكلي أمل بأن يشهد العام الجديد المزيد من المبادئ التي جسدها سيد المحبة والسلام، وتكرستْ الوحدة الوطنية، وانتهى الاحتلال الإسرائيلي، وسقطتْ إلى غير رجعة كافة أشكال التمييز والعنصرية والتطرف في العالم.