راديو موال-تحدث مدير عام حماية الآثار في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية صالح طوافشة لراديو موال صباح اليوم عن الاعتداء وكافة أعمال التجريف في موقع تل السكن الأثري في غزة.
وأكد طوافشة على أن موقع تل السكن الأثري شهد قيام بعض الجهات بأعمال خارجة على القانون، شملت أعمال تجريف وتدمير للموقع، الذي يعتبر أحد أبرز المواقع الأثرية في فلسطين.
وقال طوافشة بأن وفد من الوزارة وصل اليوم الى غزة بدافع وضع حد لهذه الاعتداءات وضرورة وضع كافة الجهات بالوقوف عند مسؤولياتها والتزاماتها بحماية المواقع الأثرية والحفاظ عليها.
وتل السكن الأثري يقع شمال وادي غزة ويبعد 5 كم، جنوب المدينة، اكتشف عام 1998، خلال أعمال تجريف لبناء أبراج سكنية، ويعتبر من أقدم المناطق الأثرية الكنعانية التي تم اكتشافها في فلسطين، ويعود تاريخه إلى العصر البرونزي، وهو العصر الذي كان يسكن فيه الكنعانيون فلسطين.
ومن أهم الاكتشافات التي عثر عليها في الموقع، الطبقات الأثرية التي يتراوح ارتفاعها ما بين (4-8م)، والتي قدمت لمحة أولى عن تاريخ المكان، وكان عدد المستويات الأثرية فيه تسعة مستويات من الاستيطان البشري.
كما تم العثور على بقايا منازل ومنشآت محلية، وأسطح مباني مبنية بالطوب الأحمر وبقايا جدران وأسوار معمارية من الطوب اللبني، ويعود نظام أسوار المباني إلى أسلوب رفيع المستوى في العمارة، لا يوجد له مثيل على مستوى العالم.
وعثر في الموقع على العديد من المكتشفات الأثرية التي تعود للحضارة المصرية الفرعونية، حيث عُثر على فخار مصري الصنع تم استيراده مباشرة في منطقة وادي النيل، كما تم العثور على بقايا فخارية كنعانية تم صناعتها محلياُ في غزة، وذلك باستخدام الطين المحلي ولكنه على الطراز المصري.
عُثر على بقايا فخارية مهجنة تجمع بين الآثار المصرية الفرعونية وبين الأثر الكنعانية، وعلى أحواض للاستحمام، ومزهريات اسطوانية، وجرار كبيرة، مختلفة الأشكال والاستخدام، إضافة إلى الكشف عن أوعية للخبر كانت شائعة الاستخدام، وسبعة واجهات لقصور، تعود إلى السلالة الأولى من الأسرات المصرية.
وأكتشف في الموقع قطع لأختام أسطوانية، حملت أشكال لحيوانات عُرفت منذ العصر المبكر من التاريخ، وتمثال لضفدع من الحجر الجيري الناعم، وطواحين كنعانية مصنوعة من البازلت والحجر الكركاري، وأنصال حجرية كنعانية، وآلات الكشك وسكاكين وفؤوس ورؤوس سهام، وغيرها.