راديو موال-نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، اليوم الثلاثاء، إفادات قدّمتها أطراف مرتبطة بتحقيقات الشرطة الإسرائيلية حول قضايا فساد تحوم حول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعروفة إعلاميا بـ”ملف 1000″، ووصفت هذه الإفادات بالتطورات الدراماتيكية التي “تورط نتنياهو”.والإفادات تتعلق بملف واحد فقط، علما بأن الشرطة الإسرائيلية تحقق في قضايا فساد أخرى معروفة بـ”ملف 2000، ملف 3000، وملف 4000″.
ووفق الصحيفة، فإن المحققين يقتربون من إنهاء التحقيقات في ملف 1000 حيث تشتبه الشرطة بقيام رجلي الأعمال أنرون ملتشن وجيمس باكر بتقديم هدايا بقيمة عشرات آلاف الشواقل لنتنياهو وزوجته، مشيرة الى أن “تعقيدات الملف بدأت تتلاشى”.
وفيما يؤكد مكتب نتنياهو للصحيفة مجددا تعقيبا على التقرير بأن ما تلقاه هو “هدايا بين أصدقاء”، إلا أن الصحيفة تشير لأن الإفادة الأخيرة لميلتشن “تشير الى إشكالية بالنسبة لادعاء نتنياهو، فالهدايا كانت مطالب أحادية الجانب، ولم تكن هدايا متبادلة بينهما”.
وفي إفادة رجل الأعمال أرنون ملتشن التي قدمها لمحققين في الشرطة سافروا خصيصا الى لندن للتحقيق معه، قال إن “طلبهما (نتنياهو وزوجته) للهدايا والسجائر أصحبت عادة دائمة”، مضيفا “أعطيت توجيهات للموظفين لدي بأن يلبوا مطالبهم باستمرار”. عندما سئل ملتشن عن الدافع لذلك قال “لم أرد أي شيء منهم، ولم أتلقَّ أي شيء منهم”.
وملتشن الذي يراه الشارع الإسرائيلي منذ سنوات بأنه أحد الشخصيات المقربة من نتنياهو قال في إفادته “بالوقاع لم يكن أمامي أي خيار سوى أن استجيب لمطالب الزوجين نتنياهو”.
وتعلّق الصحيفة على ذلك قائلة “بهذه الرواية بدأ المحققون بالاقتناع بأن الهدايا التي تلقاها نتنياهو لم تكن بدافع تبادل هدايا بين أصدقاء وفق ما يدعي نتنياهو، إنما مزايا قدّمت له من خلال طلبها”.
ورجل الأعمال أرنون ميلتشن تتعامل معه وحدة التحقيقات في الشرطة الإسرائيلية على أنه مشتبه في تقديم هدايا ومزايا لعائلة نتنياهو، وتحقق فيما إذا كان الدفاع لذلك هو تقديم رشاوى.
وتشير صحيفة يديعوت أحرونوت الى أن إفادة ميلتشن تدعم إفادة سابقة قدمتها هداس كلاين، وهي المساعدة الشخصية للملياردير جيمس باكر، الذي يرتبط اسمه أيضا بملف 1000.
كلاين هي مسؤولة سابقة عن توزيع السلع لمسكن رئيس الوزراء كانت قد قالت في إفادة سابقة كشف عنها مساء أمس “شراء الشمبانيا لنتنياهو، لم تكن بتاتا بمبادرة ميلتشن أو باكار، إنما دائما كانت بمبادرة من عائلة نتنياهو.
سارة كانت تطلب تزويد الشمبانيا بسداسيات أو بحزمة من 12 زجاجة. ونتنياهو كان يطلب السجائر وكان يعرف عدد زجاجات الشمبانيا التي تطلبها سارة. سائق الشركة كان يسافر خصيصا للقدس لإيصال طلبية السجائر والشمبانيا لبيت رئيس الوزراء”.
وأفادت كلاين في الشرطة أنه “في إحدى الحالات اتصلت سارة بي لطلب إرسال مختص في مشاريع البناء يعمل لصالح باكر وميلتشن، أرادت منه الحضور الى سكن رئيس الوزراء للإشراف على ترميمات فيه بسبب تسرّب مياه”.
وتشرح عن هذه الواقعة وتقول “كانت محادثة صعبة للغاية. سارة صرخت بوجهي. فأنا رفضت الموافقة على طلبها، فرد علي باتهامي أنا وميلتشن بأننا نحتقر نتنياهو”.
وتؤكد كلاين في إفادتها أن “نتنياهو بعد ساعات اتصل بنفسه وقال لها إن تعامل ميلتشن وباكر لم يكن جيدا مع سارة، عليهما أن يتفهما وضعها بسبب ما تتعرض له من قبل وسائل الإعلام”.
تجدر الإشارة الى أن الشرطة الإسرائيلية تحقق بشكل متزامن ومكثف بملفات الفساد الأربعة، وكانت قد استدعت نتنياهو للتحقيق الخميس الماضي، فيما أوقفت الشرطة الإسرائيلية للتحقيق الأسبوع الماضي شلومو مولخو الذي وصفه الاعلام الإسرائيلي بأنه أمين سرّه.