راديو موال- نجيب فراج- في خطوة تكافلية مميزة اخرى في مخيم الدهيشة للاجئين رسم نشطاء فلسطينيون لوحة فسيفسائية جديدة تنثر خيوطا من الامل ورائحة مسك تمتليء في المكان من خلال قيامهم بعمل تطوعي يبدا من دائرة الصفر من الامكانيات لبناء منزل الشهيد رائد الصالحي الذي استشهد في الثالث من ايلول الماضي بفعل رصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي ، فشرع اليوم عشرات الرجال من الشبان والفتية وكبار السن بهدم منزل عائلة الشهيد المتواضع والواقع في وسط المخيم بحارة مكتظة ومتلاصقة جدران منازلها ببعض، وذلك بهدف اعادة بنائه من جديد وليكون لائقا بالسكن لهذه العائلة الفقيرة.
وبهذا الصدد قال الناشط وائل سالم احد اعضاء اللجنة المكلفة باعادة البناء ان منزل العائلة الذي كان يضم بين جنباته سبعة انفار في مساحة لا تتعدى الـ60 مترا ومن بينهم الشهيد ذاته الذي وحينما اصيب بالرصاص في تلك الليلة المشؤومة كان يبيت في شرفة المنزل الصغيرة حيث لم يكن ليجد اتساعا له في غرف المنزل لضيقها وقد جاء جيش الاحتلال في ساعات فجر الثامن من اب لاعتقاله وعندما اطل من الشرفة اطلق الجنود النار عليه بسبع رصاصات فاصيب اصابات قاتله نقله الجنود الى مستشفى هداسا عين كارم لتلقي العلاج الى ان اعلن عن استشهاده.
واضاف في حديث لمراسل”القدس” انه ومنذ لحظات الاستشهاد عكف العديد من الخيرين في مخيمنا يمثلون كل الاطياف السياسية والاجتماعية من فصائل ومؤسسات مجتمعية واتفقوا على ان يجدوا حلا لهذه المشكلة حيث جرى جمع التبرعات وتعهد العديد من المؤسسات المجتمعية وكذلك وكالة الغوث بتقديم التبرعات وبالفعل استطعنا ان نصل الى ساعة الانطلاق صباح اليوم السبت فشرع العشرات بهدم المنزل المتهالك واقامة الركام ليشرع من جديد ببناء منزل اخر حيث ستكون مساحته 130 مترا بدلا من 60 مستفيدين من المساحة القليلة حول المنزل وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى الحرص الشديد على عائلاتنا وكذلك على روح التعاون والتكافل الاجتماعي الذي يشار له بالبنان، وقال ان هناك العديد من المؤسسات اضافة الى شخصيات مجتمعية وسياسية وحتى رجال اعمال استعدوا لبناء هذا المنزل من جديد وبما يليق بهذه العائلة المسحوقة والمناضلة التي قدمت ابنها شهيدا وعدد من اخوته اسرى في سجون الاحتلال من بينهم محمد الذي اعتقل يعد اصابة شقيقه بعشرة ايام وزج به الى الاعتقال الاداري.
وتوقع سالم ان يتم تجهيز المنزل في عدة اشهر لتتمكن العائلة التي جرى استئجار منزل لها ليأويها خلال عملية البناء، وقال “اننا نعتمد في ذلك على انفسنا وعلى نهج التعاون بين افراد المعاناة الواحدة لان هذا التعاون هو سر صمودنا على هذه الارض في وجه عدوان احتلالي واقتلاعي، لقد كانت وجوه المتطوعين السمراء تشع كثيرا من التحدي والتصميم على انتهاء هذه المهمة، لانها احدى وصايا الشهداء الذي يقدمون ارواحهم الطاهروة دفاعا عن الوطن والشعب والوصية مفادها هو ان درب الشهداء الذي يجب على ابناء شعبه السير على خطاهم هو الوفاء لابناء شعبنا والدفاع عنهم وايجاد الظروف الملائمة في حياتهم والحفاظ على كرامتهم”.
واوضح سالم انه ليست المرة الاولى الذي يهب فيها الخلص من ابنائنا ومناضلينا لمساعدة المواطنين فسبق وانهم عملوا على بناء وترميم منزلي الشهيدين مالك شاهين وبراء حمامدة وان مثل هذه الاعمال ليست منه من احد على احد انها واجب وطني واخلاقي ازاء عائلات الشهداء والجرحى، وهناك نية ايضا لاعادة بناء منزل الجريح عزيز عرفة المعتقل لدى قوات الاحتلال والذي اصيب برصاصة دمدم في يوم اصابة الشهيد رائد ، وحينما نقول ان المنازل في مخيم الدهيشة وفي احسن الاحول معظمها هي بحاجة الى ترميم وبناء ولكن للاسف الشديد ليس هناك الجهات التي من الممكن ان تقوم بواجباتها ازاء السكان الذين هجروت من مدنهم وقراهم في عام النكبة بما في ذلك الاونروا التي تتهالك خدماتها لجموع اللاجئين يوما وراء يوم وسنة وراء سنة.