راديو موال-في اعتداء جديد على مقبرة مأمن الله في القدس الغربية، ظهر رفات موتى مسلمين “جماجم وعظام”، وذلك خلال أعمال حفر وشق لتمديدات خدماتية في المنطقة تقوم بها سلطات الاحتلال.
أحد العمال في المنطقة أوضح لوكالة معا أنهم يجرون أعمال حفر في “شارع هليل” بالقدس الغربية المحاذي للمقبرة، على بعد عدة أمتار من القبور المتبقية من مقبرة “مأمن الله”، وذلك لتمديدات خدماتية “اتصالات وكهربائية أرضية” وخلال ذلك فوجئوا بوجود رفات موتى مسلمين، حيث شاهد ما يزيد عن 8 جماجم وهياكل.
وأضاف العامل انهم رفضوا مواصلة العمل بالمنطقة، ثم حضر مسؤول المشروع ومسئولون من عدة دوائر إسرائيلية، لافتا الى انه تم وضع التمديدات في مكان آخر من أجل عدم المساس بالرفات.
المحامي أنور أبو لافي- شاهد عيان- أوضح للوكالة انه وخلال تواجده في المحكمة الشرعية بشارع يافا فوجئ بتجمهر مختصين بالحفريات من الدوائر الاسرائيلية، وكان حديثهم عن قبر ورفات وتوجه بدوره الى المكان، ثم أبلغ الشيخ مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، لمتابعة الأمر.
من جهته قال الحاج مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس :”أن وجود الجماجم والعظام في هذا المكان “شارع هليل” هو دليل واضح ويؤكد أن المكان هو امتداد لمقبرة مأمن الله التي يتم بها أعمال حفر وتجريف”.
وتعتبر مقبرة مأمن الله من أشهر وأكبر المقابر الإسلامية في فلسطين وتقدر مساحتها بـ 200 دونم، تضم المقبرة رفات وأضرحة أعلام وصحابة وشهداء وتابعين مسلمين كثيرين، دفنوا فيها منذ الفتح الإسلامي للقدس.
وأوضح أبو زهرة أنه ومنذ إحتلال مدينة القدس نفذت في مقبرة مأمن الله عدة مخططات ومشاريع على أرض المقبرة ولم يتبقى من مساحتها الاصلية سوى 19 دونما فقط، حيث عملت سلطات الاحتلال على طمس معالمها وحول جزء كبير منها الى حديقة عامة سميت “حديقة الاستقلال”، إضافة الى شق طرق وشوارع وبناء فنادق وأبنية ومواقف للسيارات ومراحيض ومطعم، إضافة الى العمل على إنشاء “متحف التسامح” .
وأضاف أبو زهرة أن ما يسمى متحف التسامح بني على حوالي 400 قبر حسب ما صرح مدير الآثار في حينه، مشيراً ان هناك قبة مبنية بجانب المقبرة ملك آل العلمي هي شاهد آخر على أن الموقع إسلامي.
وأكد أبو زهرة أنه يتابع مع الجهات المختصة من أجل إيقاف أعمال الحفر والتجريف التي تتم في الشارع المحاذي للمقبرة، حيث وجدت رفات للموتى.