كانوا أول من اقتحم مدينة السلام بيت لحم في نيسان 2002 واقتحموا منازل المواطنين ممن اطلقوا عليهم في حينه لقب “مطلوبين” ليعودوا، اليوم الاربعاء، وبعد اكثر من 15 عاما على الاجتياح الى نشر “بطولاتهم” مسجلة في فيلم فيديو قصير التقطته كاميرا احدهم، وثق بها لحظات الخوف والخطر التي تعرضوا لها، ونقل عبر احاديثه مع قائد وجنود السرية احاسيسهم وشعورهم في تلك اللحظات الحرجة.
بدأت القصة وفقا للقناة الثانية التي نشرت الفيلم والقصة بكاميرا صغيرة حملها الجندي احتياط “ينيف درمان” البالغ من العمر 23 عاما وكان حينها طالبا يدرس علوم السينما ليجد نفسه في قلب مدينة بيت لحم المحتلة وتحديدا بالقرب من كنيسة المهد التي حوصر فيها عشرات الشباب الفلسطينيون.
وفي لحظة قرر هذا الجندي ان يسحب الكاميرا لتوثيق كل ما يحدث حول المكان الذي وصل اليه في قلب المدينة المحتلة فأجرى المقابلات مع الجنود الاخرين في سريته وسألهم حول احساسهم، فيما وثقف الكاميرا لحظات دراماتيكية تخللها انفجارات لعبوات ناسفة وصليات رصاص اطلقها المقاومون الفلسطينيون على قوات الغزو تردد صداها في شوارع المدينة التي باتت مقفرة بعد ان هجرها روادها من الفلسطينيين ليسكنها الخوف بعد ان هزتها دبابات الاحتلال بثقلها الذي يزيد وزن الوحدة منها عن الـ 80 طن من الحديد والنار.
الفيديو في الرابط الأسفل:
نار ثقيلة باتجاه القافلة
انيط بسرية الجندي “درمان” مهمة واضحة وليست سهلة ضمن ما يعرف اسرائيلي بسم عملية السور الواقي تتمثل باقتحام مدينة بيت لحم ومحاصرة بلدتها القديمة “القصبة” من الجهة الجنوبية وذلك لتسهيل مهمة اللواء المتمثلة بالوصول الى ذات المكان لكن من الجهة الشمالية على ان تكون هذه السرية اول قوة اسرائيلي تدخل المدينة ضمن قوات الغزو.
وطلبت قيادة الغزو من السرية المذكورة وبشكل مفاجئ العمل على منع “المطلوبين” من الوصول الى كنيسة المهد والتحصن فيها وهي المهمة التي تكللت بالفشل حيث دخل عشرات الفلسطينيون الكنيسة ليحتموا من نيران الغزو.
” لاننا كنا اول الداخلين الى بيت لحم تعرضنا لنيران ثقيلة وجهها الفلسطينيون الى قافلتنا لكننا لم نخشها ولم نرتدع منها وقمنا مباشرة بتحييد مصادر اطلاق النار وتقدمنا نحو هدفنا المحدد”، قال للقناة الثانية العقيدة “رومي الموغ” القائد الحالي لما يعرف باسم لواء القدس في الجيش الاسرائيلي والذي كان وقت غزو بيت لحم قائدا للسرية موضوع القصة.
” لزم افراد السرية كافة الصمت المطبق اثناء جلسات الارشاد وتوضيح طبيعة المهمة التي سبقت الدخول وهذا يشير الى الجدية العالية وغير المسبوقة، ووجه الجنود الاسئلة واهتموا جدا بمعرفة تفصيل المهمة وبصفتي قائدا للسرية كنت دائما اول من يدخل الى أي بيت او شارع او زقاق”، اضاف العقيد “الموغ”.