راديو موال-نزح مئات الأقباط خلال اليومين الماضيين إلى خارج سيناء، في أعقاب سلسلة من الحوادث الدامية التي ارتكبها عناصر داعش، وقتل خلالها سبعة أقباط خلال الاسبوعين الأخيرين.
وقال مسؤول في الكنيسة القبطية: إن عائلات قبطية عدة وصلت إلى مدينة الإسماعيلية قرب قناة السويس انضمت إلى نحو 250 قبطيا كانوا وصلوا الجمعة.
وبلغ إجمالي عدد الاقباط في شمال سيناء قبل ثورة 25 يناير عام 2011 قرابة ثمانية آلاف قبطي، يعيشون ما بين مدن العريش ورفح والشيخ زويد، وعند اندلاع ثورة يناير 2011 وبدء ظهور التنظيمات المتطرفة، تم حرق وتفجير كنيسة مدينة رفح وذبح أول قبطي في مدينة الشيخ زويد يدعى مجدي مينا (60 عاما)، مما دفع الاقباط للرحيل نهائيا عن مدينتي رفح والشيخ زويد باتجاه مدينة العريش وبعضهم رحل خارج سيناء.
وبعد سلسلة جديدة من حوادث القتل التي ارتكبها عناصر من تنظيم “داعش” تراوحت ما بين الحرق والذبح والرمي بالرصاص وقتل خلالها سبعة من الأقباط بدأ المئات من أقباط مدينة العريش بالنزوح إلى خارج سيناء تاركين مساكنهم وأمتعتهم من خلفهم.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن حوادث قتل الاقباط توالت بدءا من قتل راعي كنيسة حي المساعيد في العريش القس مينا، وصولا إلى مسسل قتل الاقباط الذي اشتعل من جديد عقب ثورة 30 يونيو عام 2013، لتنحصر أعدادهم إلى حوالي ألفي قبطي موزعين بواقع 60 أسرة في حي الصفا في مدينة العريش و20 أسرة في حي السمران في العريش و60 أسرة تعيش وسط مدينة العريش، وحي يدعى ضاحية السلام، توجد فيه مقرات امنية كبيرة مثل كتيبة العمليات العسكرية 101، ومقر مديرية أمن العريش، ومقر قسم شرطة اول العريش، ومقر النجدة، مما جعل هذه المنطقة تعتبر آمنة لعيش الاقباط، حتى وقعت حوادث القتل الأخيرة والتي طالت أقباطا بينهم: طبيب، ومدرّس، وتاجر، ومسن ونجله، وسباك وابنته.
واوضحت مصادر امنية ان عناصر “داعش” تعمدت أغتيال قبطيين بطريقة بشعة لاجبار الاقباط على الرحيل وذلك بعد خطفهما منذ أسبوع وهما: يدعى سعد حكيم حنا (65 عاما) ونجله مدحت (40 عاما)، ثم أقدمت العناصر على حرق نجل الرجل أمام عينه حتى تفحمت جثته، ثم قتلوا الأب بالرصاص.
وشكلت هذه الجريمة عاملا كبيرا في نزوح الأقباط من سيناء ليتوجه غالبيتهم إلى مدينة الاسماعيلية تاركين منازلهم ووظائفهم ومدارسهم خشية تصفيتهم واحد تلو الاخر.وما تزال مدينة العريش تمثل عقبة كبيرة أمام الأمن المصري الذي يقدر أعداد العناصر المسلحة فيها بألفي عنصر موزعين ما بين الكتل السكانية وسط المدينة وآخرين متحصنين بمنطقة مزارع الزيتون الوعرة جنوب المدينة.