راديو موال – وقعت البعثة البابوية اتفاقية مشروع النشاطات اللامنهجية مع ثمانية مؤسسات فلسطينية شريكة حيث ستنفذ هذه المشاريع في اطار مشروع اوسع يستمر لمدة 3 سنوات قادمة حيث جرت مراسم التوقيع في مقر البعثة البابوية في مدينة بيت لحم .
و وقعت البعثة الاتفاقيات مع مؤسسة يابوس للفنون الشعبية في القدس و مؤسسة أفكار لفن المناظرات وجمعية الحياة البرية و مؤسسة روزمن و مكتبة البعثة البابوية في جامعة بيت لحم ومؤسسة عشتار ومركز سرايا للقراءة بالقدس وجمعية سوار للفن والابداع حيث ستقوم هذه المؤسسات بتنفيذ برامج لا منهجية لخدمة الطلاب في محافظتي القدس وبيت لحم.
وافتتح حفل التوقيع للاتفاقيات الدكتورسامي اليوسف مدير مكتب البعثة البابوية في القدس الذي رحب بالحضور وقدم لهم شرحا مفصلا عن المشروع وتفاصليه ومدى اهميته في تعزيز وتقوية المجتمع الفلسطيني من خلال تقوية الجيل الناشئ في المدارس من خلال البرامج اللامنهجية مشيرا الى جملة من المشاريع التي وقعت البعثة البابوية على تنفيذها منذ بداية العام بهدف دعم المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وبحسب اليوسف يستهدف المشروع المدارس الحكومية والخاصة في محافظتي القدس وبيت لحم، والدمج بينهما لتطوير قدرات الشباب والتركيز على الإبداع والفن، ودعم البنية التحتية للأندية الشبابية والمدارس و لخصوصية تلك المحافظتين فيما تعانيه من سياسات إحتلالية تحد من مثل هذه النشاطات.
وقال الدكتور اليوسف:” اليوم نحن بصدد اطلاق مشروع النشاطات اللامنهجية بالتعاون مع 8 مؤسسات فلسطينية قائمة، ولها باع كبير في تنفيذ مشاريع كهذه في أرجاء الوطن” .
وأضاف:”أن التركيز في هذا المشروع هو على محافظتي بيت لحم والقدس ،سوف يتم إطلاق هذا المشروع في 80 مدرسة خلال الثلاث سنوات القادمة”.
واوضح اليوسف أن مجموع المبلغ الذي سيغطي تكاليفها هذا المشروع بلغ 800 ألف يورو موضحا ان مصادر الدعم للمشروع هي مؤسسات خيرية في ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
واشار اليوسف الى أن هدف المشروع هو إطلاق مشاريع لا منهجية لدعم التعليم الرسمي في المدارس المختلفة سواء تلك الحكومية او التابعة للانروا او الخاصة والاهلية خاصة في محافظتي القدس وبيت لحم وهي محافظات تعاني من الاحتلال بشكل أساسي مشيرا الى حجم المعاناة والاستهداف لمدينة القدس التي تعاني من إغلاقات وتعتبر مهمشة، فيما تحاط محافظة بيت لحم بالمستوطنات حيث تتعرض المحافظة الى اغلاق واستهداف كبيران وكان لا بد من إطلاق فعاليات ومشاريع في مدارس هذه المحافظات من اجل اسناد الطلبة وتقويتهم في مختلف المجالات سيما ان الموارد المالية في هاتان المحافظتان محدودة جدا.
وخلال اللقاء تحدثت المؤسسات الشريكة عن برامجها ومشاريعها التي تركز جميعها على خلق جيل واعي ومثقف، وإحياء للتراث الفلسطيني القديم وتدعيم قدرات الأطفال في المدارس والتركيز على المناطق المهمشة ، والدمج بين المدارس الخاصة والحكومية وتدعيم ثقافة تقبل الآخر.
وفي هذا الاطار قالت مديرة مركز يابوس الثقافي في القدس رانيا الياس: ” المشروع مع البعثة البابوية يركز على مدينة القدس التي تتعرض للأسرلة والتهويد والتهميش، ويركز على العمل مع المدارس مع قطاع الأطفال والشباب .
وأضافت:”هذا المشروع هو استمرار لمشروع أكبر بدأ منذ عدة سنوات للعمل مع المدارس الخاصة والحكومية، والتركيز على عملية الدمج بين هذه المدارس، كما يركز على القراءة وعلى إعادة قصص الحكواتي التي تربى عليها أجيال عديدة، حيث العالم يتطور بشكل سريع جدا والمجتمع أصبح تركيزه على التكنولوجيا الحديثة ، فنحن نعمل على إعادة إحياء تراثنا ، وتثقيف نفسنا وتطوير قدراتنا”.
وأشارت الياس إلى التركيز أيضا على عملية الاختلاف بين المدارس الحكومية الخاصة، والتركيز على الأماكن الدينية في مدينة القدس، وتنظيم زيارات لهذه الأماكن للحفاظ على هذه الاماكن والتأكيد على أن هذه المقدسات الاسلامية والمسيحية تعود للشعب الفلسطيني.
وتحدثت أيضا مديرة البرامج والمشاريع في جمعية سوار جومانا النتشه ، عن عملهم في المناطق المهمشة مع الاطفال والشباب لإدماج الفنون والموسيقا في المدارس ، مضيفة: ” أن المشروع جاء تكملة للأهداف التي نسعى لها، ودمج المدارج الخاصة والحكومية والابتعاد عن المناهج التلقيدية والتركيز عللى الإبداع والفن ، والاهتمام بالمناطق المهمشة في القدس” .
بدوره قال عودة زهران من مؤسسة أفكار للتطوير التربوي والثقافي: ” ان هذه الاتفاقية هي امتداد للشراكة مع مؤسسة أفكار والبعثة البابوية ، وهي امتداد لمشروع مشترك تنفذه أفكار في مديريات الضفة الغربية وبما فيها القدس .
وفي ذات السياق قال” : نحن نستهدف من خلال هذه الاتفاقية بمحافظتين وهما المدارس الخاصة في مديرية بيت لحم ومديرية القدس، وهي أيضا امتداد للعمل مع المدارس الحكومية، ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز ثقافة المناظرة ما بين أوساط الطلبة، وتعميق القيم التي اهمها ثقافة الإختلاف ‘ إضافة للتفكير الناقد ، وتعميم هذه الثقافة في أوساط المجتمع ككل “.
ويرى القائمون والمشاركون بهذه المشاريع على حد سواء انها تشكل خطوة مهمة في بناء الأجيال وتطوير قدراتها لا في مجال التعليم فحسب، بل في واقع الحياة أيضا ليكونوا قادرين على تحمل مسؤولياتهم في المستقبل.