راديو موال – نجيب فراج -تحول حفل استقبال الاسيرين محمد ومحمود البلبول اللذان افرج عنهما مساء يوم الخميس من السجون الاسرائيلية الى عرس وطني فلسطيني بامتياز ليوجه العديد من الرسائل بحسب ما قاله العديد من النشطاء الحقوقيون.
وتجمع المئات من المواطنين وممثلي القوى والفعاليات الوطنية في ساحة المهد في ساعة متاخرة من الليل لوصول الاسيرين البلبول من رام الله بعدما قابلهما الرئيس محمود عباس، فرغم البرد القارص حرصت الجماهير على المشاركة في هذا العرس الوطني الكبير فاستقبل الشقيقان استقبال الابطال وحملا على الاكتاف وسط الهتافات والاناشيد الوطنية التي اكدت على محورية قضية الاسرى واستمرار النضال من اجلهم حتى يتم تحريرهم من الاكياس الحجرية بحسب وصف العديد من الاسرى المحررين، كما حرص الاسيران المحرران على الاحتفاء بوالدتهما فحملاها على الاكتاف بعد ان ركعا في مشهد مؤثر لتقبيل قدميها في خطوة لرد الجميل على ما بذلته من جهد وعلى ما واجهته من قلق ومعاناة ممزوجة بالدموع والالم على مدى ثمانين يوما من معركة الامعاء الخاوية التي خاضها الشقيقان ضد اعتقالهما الاداري الجائر وتمكنا من كسره في موقف بطولي لا يمكن وصفه.
ومع ذلك فقد قالت الوالدة “انها لا يمكن ان تخفي فرحتها بهذه المناسبة ولكنها لا يمكن في ذات الوقت ان تخفي حزنها لان فرحتها غير مكتملة فهناك اسرى وهناك امهات واهالي لا زالوا يعانون ويتألمون من جراء استمرار الاسر وهناك اسرى مستمرون في اضرابهم وعلى الراس منهم انس شديد واحمد ابو فارة المضربان عن الطعام” وقالت “بهذه المناسبة انني اتوجه الى الرئيس ابو مازن ان يواصل جهوده من اجل حرية الاسرى وادخال الفرحة الكاملة لمنازلنا وقلوبنا وان الفجر لناظره قريب”.
وحرصت امهات الشهداء ايضا الذين سقطوا في بداية هذه الهبة على الحضور فقدمت والدة الشهيد خالد جوابرة من مخيم العروب الى الاحتفال وهي والدة اسير ايضا كما قدمت والدة الشهيد معتز زواهرة ووالدة الشهيد محمد ابو عكر من مخيم الدهيشة للاحتفاء بهذه المناسبة وحرص الدكتور احمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي الذي واكب اضراب الاسيرين وحالتهما الصحية المتردية وقت الاضراب ان يشارك في هذه الفرحه وتشابكت يداه بيدي ابناء البلبول ورقص على الانغام الوطنية وقال بهذه المناسبة” نحن انتظرنا هذه الفرحة باطلاق سراح الاسيرين محمد ومحمود البلبول اللذان يصلان الينا بعد اضراب عن الطعام لمدة ثمانين يوما عاشا فيها لحظات صعبة وقد تابعناهم انا واخي اسامة السعدي وكافة الفعاليات في الداخل حتى الوصول الى هذه اللحظة وكلنا امل وانتظار وشوق لحرية الاسرى جميعهم”.
الاحتفال في ساحة المهد جرت في ظل اجواء استقبال عيد الميلاد المجيد حيث شجرة الميلاد المضيئة في الساحة وهي الشجرة الاهم حول العالم كونها منغرسة الى جانب المكان الذي شهد فيه ميلاد السيد المسيح، وبهذا الصدد قال عيسى قراقع رئيس هيئة الاسرى والمحررين الذي استقبل الاسيرين عن معبر سالم في ساعات العصر اذ افرج عنهما من سجن مجدو ورافقهما الى رام الله لمقابلة الرئيس ابو مازن ومن ثم اصطحبهما الى بيت لحم في ساعات الليل المتأخر” هذه فرحة لا توصف وتأتي في اجواء عيد الميلاد المجيد وهي استفتاء جديد على ان الحرية مقدسة ولا تنازل عنها وسنبقى نناضل من اجلها ومن اجل الكرامة وهي بثمابة تاكيد على مدى محبة شعبنا لاسرانا حتى تحررهم كاملا”.
الرسائل التي ارسلت من خلال حفل الاستقبال الحاشد هي كثيرة كما يقول محمد حميدة رئيس جمعية الاسرى والمحررين في المحافظة ومن بينها ان اسرائيل لاتعرف الا لغة القوة فباضراب الاسرى عن الطعام تنزل الى مطالبهم العادلة وهذا ما اكده شعبنا بوقوفه امام الاسرى المضربين عن الطعام وهناك امل ان تكطون الاضرابات جماعية تأخذ بعدا استراتيجيا، اضافة الى المحبة الغامرة واللا محدودة للاسرى والجرحى والوفاء للشهداء الابرار فروح والد الاسيرين البلبول الشهيد احمد البلبول الذي اغتالته قوات الاحتلال مع ثلاثة من اخوته في العام 2008 كانت ترفرف جمعيا فوق رؤوسنا”.
واكتلمت حلقة الدبكة والرقص في الساحة بين افراد العائلة الصغيرة بانضمام نوران الشقيقة الصغرى الى والدتها وشقيقيها والتي كانت قوات الاحتلال قد اعتقلتها في نيسان الماضي ليعتقل شقيقيها بعد ذلك بشهرين ولتبقى الوالدة في البيت لوحدها تناولت طعام الافطار في رمضان وحيدة، والان يعود البيت لمتلآ بالضجيج منتصرا على الاحتلال وممارساته، وقال الاسير محمود وهو نقيب في السلطة الفلسطينية”ان رسالتنا للشعب الفلسطيني بكافة فصائله واطيافه وقطاعاته ان نحقق الوحدة وان نكون على قلب رجل واحد كما كنت انا وشقيقي محمد ، وان نحب فلسطين كما احببنا امنها وانا ومحمد وان نحافظ على الاسرى والشهداء واهدافهم كما حافظت وانا شقيقي محمد على الطريق التي سقط من اجلها وفي سبيلها والدنا الشهيد احمد البلبول”.