يا وزارة الصحة : ضحايا جدد للاخطاء الطبية
راديو موال :وطن للأنباء– مي زيادة: كيف لك ان تصف شعور ام ترى طفلتها بين الحياة والموت، تصارع من اجل يوم اضافي في عمرها! ام لا تنام، ودماغها يتوقف عن العمل هلعًا، على إيقاع شلل دماغي اصاب ابنتها. قصة من عشرات تحصل في المشافي الفلسطينية فـ إلى متى؟. فالاخطاء الطيبة لازالت تتوالى في أروقة المستشفيات، ومازال القلق والخوف يطارد أحلام المرضى بسبب كابوس هذه الاخطاء، فالملف مازال مشرعًا أبوابه، وأنين من خرجوا من غرفة العمليات بخطأ طبي لازال صداه يتردد في آذاننا
اشعلت قضية الطفل أمير من بلدة بيرنبالا قضاء رام الله، الذي دخل ليُجري عملية في اللِوَز فخرج بشلل في الدماغ، غضب المواطنين، واليوم الطفلة ريتال من بلدة دير عمار شمال غرب رام الله، هي الاخرى خرجت بتلف في الدماغ، ولكن لماذا اضطرت “آسفة” لدخول المستشفى؟ وماذا حصل مع ابنة العامين؟ ومن المسؤول؟ وهل يطول ملف الاخطاء الطبية كثيرًا حتى نفقد المزيد من أطفالنا واقرباءنا؟
توجّهت المواطنة حفصة محمود اسماعيل (ام ريتال) بشكواها لـ”وطن للأنباء“، فدقّت بابنا علّها تطفئ ولو قليلا من نار ألمها ووجعها على طفلتها الوحيدة، ولكي تنقذ أطفالا ربما سيكون مصيرهم كمصير ريتال وامير.
والدة الطفلة تقول “بنتي أصبحت كائنًا ساكنًا لا يتحرك حتى انها لاترى ولاتسمع ولااسمع منها سوى أنينها بعد أن كنت اسمع كلماتها الاولى والسعادة تغمرني حين تنادي علي “ماما” ، وهي منذ ستة شهور على هذا الحال، و قصة الطفل أمير شجّعتني لأروي قصة بنتي، والذي شجعني ايضًا هو والد الطفل امير، قال لي دعينا نرفع صوتنا لكي لا يتكرر ماحصل مع اطفال غيرنا، لأنهم كانوا ضحايا للأخطاء الطبية في مستشفياتنا”.
وتتحدث عن بداية دخول ابنتها المشفى، قائلة: “بنتي كانت طبيعية جدا، في شهر نيسان/ ابريل كنا نؤدي العمرة، وعندما عدت مرضت ريتال قليلا أخذتها الى طبيب في رام الله، وقال لي ان لديها مشكلة في القلب، وحوّلنا هو إلى مستشفى المقاصد في القدس، أجروا لها الفحوصات اللازمة وتبين ان لديها فتحة في القلب وضغط الرئة عالي، وتحتاج لتضييق شريان رئوي، فقرروا إجراء عملية قسطرة لها”.
عمليتان وصفوهما بالبسيطتان خلال اسبوع!
وتتابع: “عندما اخذها الطبيب (ن .ل) مني وأجرى لها العملية كانت طبيعية جدا، وبعد العملية خرجت بصحة ممتازة، بعد أسبوع قرروا إجراء عملية اخرى لها، فقلت لهم ان كانت عملية ابنتي لن تكون ناجحة لن اجريها وسأعيدها الى البيت، قال لي الطبيب: اتوكلي ع الله، عمليتها ستنجح ولاخطر عليها”.
وتقول ام ريتال: استشرت اكثر من 3 اطباء قبل اجراء العملية، قالو لي إن عمليتها بسيطة، حتى إنهم تلقوا أجرهم لقاء سؤالي ومقابل اطلاعهم على املف ريتال الطبي دون ان يروها فقد كانت في المستشفى.
اجلوا العملية حتى ادبر المبلغ المطلوب!
وتضيف، “عندما حان موعد اجراء العملية، لم يسمحوا لي بإدخالها قبل ان ادفع أربعة الاف شيقل، رغم انني أملك تحويلة طبية تغطي 90% من تكلفة العملية، زوجي كان في الداخل المحتل يعمل ولا استطيع تدبر المبلغ، واستمروا بتأجيل اجراء العملية حتى الساعة الثانية من فجر اليوم التالي وهي صائمة، وفي النهاية استطعت تدبر المبلغ، وادخلوها لاجراء العملية”.
“نجحت” العملية وانشل المريض
وتشير، الى أن الاطباء اخبروها ان العملية لن تستغرق اكثر من ساعتين، لكنها مكثت في العملية اربع ساعات ونصف، عندما خرجت قالو لي ان العملية ناجحة، ومنذ ذلك الوقت وحتى 15 يومًا لم اترك باب العناية المشددة وابنتي على الاجهزة وانتظرها حتى تستيقظ، وعندما حانت ساعة الاستيقاظ كانت الصدمة، فلم تعرفني ابنتي وكانت لاتسمع ولاتتلكم، سألت نفسي والاطباء ماذا حصل؟ الله اعلم.
اجرت ريتال العملية يوم 16/5/2016، والدكتور (ن.ه) هو من أجراها واشرف عليها، والى اليوم مازالت على نفس الحال، عندما أجروا لها رنين مغناطيسي في المقاصد قالوا أن ابنتي مصابة بتلف دماغ، وحولونا الى الجمعية العربية في بيت لحم، لاستكمال العلاج والتأهيل، عندما وصلنا لاجمعية قالوا لي ان ابنتي لديها شلل دماغي كامل.
وتقول: “التقيت أبو امير( والد الطفل الذي يعاني شللا دماغيا نتيجة خطأ طبي ايضا) في مستشفى المقاصد كانت ريتال لم تجر العملية بعد، اخذها وبدأ يلاعبها ودعا لها بالشفاء، وبالصدفة بعد ذلك التقيته في الجمعية العربية مع ابنه الذي يخضع للتأهيل ايضا الان بعد الخطأ الطبي الذي ألمّ به، قال لي هل سنبقى صامتين؟ خلينا نحكي اطفالنا راحو ضحايا والاطفال الثانيين شو ذنبهم، وبعد ذلك قررت التحدث الى الاعلام، لاانتظر اي تعويض فلاشيء يعوضني عن ابنتي وصحتها لكني حريصة على ان لتصاب اي ام بالألم الذي اشعر به الان، وانا ارى ابنتي امامي بلا حراك”.
وتشير إلى الان في الجمعية العربية أخبروني أنهم سيتركوننا نغادر الى البيت لأن لا علاج لريتال.
( نتحفظ على ذكر اسماء الاطباء الذين عاينوا ريتال والذين اجروا لها عمليتين، والاسماء محفوظة لدينا- وطن للانباء )