راديو موال – أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في مخيم الدهيشة، الذكرى السنوية لاستشهاد رفيقها معتز زواهرة، في قاعة الفينيق، والذي استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بداية مواجهات الهبة الجماهيرية، في محيط مسجد بلال بن رباح، قبالة جدار الفصل العنصري.
وحضر مهرجان إحياء الذكرى، الوزير عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، والأسير المحرر مالك القاضي، وممثلي وفعاليات القوى والمؤسسات والهيئات الوطنية، وقيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وأنصارها، وعدد كبير من اسر الشهداء والأسرى، وحشد غفير من أبناء مخيم الدهيشة، ومحافظة بيت لحم.
وفي بداية الحفل الذي أدار عرافته الأستاذ محمد بريجية، تحدث الوزير قراقع مشيدا بمناقب الشهيد زواهرة وبتضحياته وجرأته ومقداميته في مواجهة الاحتلال.
وقال : “سقط معتز، سيفتقد السياسيون نضوجهم وشعاراتهم أمام واقع الاستيطان والقتل اليومي، وسيفتقد الثائرون الحالمون الحمام الذي يسقط على أسلاك شائكة…” .
“سقط معتز، اهتزت خيام اللاجئين، وابتعد السلام الممكن عن ارض المعذبين، ابتعد الكوشان والميلاد والمكان وطفحت السجون، روجه بذرة حمراء نبتت في زيتونة خضراء الان وغدا لنسقيها اذا من ماء عيوننا حتى يكتمل معتز وينسحب الظلام. معتز أكمل زينته ورحل، ولكننا ما زلنا في بيوت العزاء، اذ نقف مقيدين مدهوشين على الحواجز او في السجون او المنازل او المخيمات، ولم نمتلك أسباب الزينة، لكننا نمتلك شهيدا جاء من السماء”.
وتابع قراقع: ” يا رفيقي فلا عليك وقد ماتت قيود الغزاة فوجه قيودك في مهب الريح نرفع موتانا شموسا … هكذا نحن يا رفيقي فاسمع في مطاوي العذاب رجع نشيدك ولك المجد يا شهيد الأغاني فلقد كنت شاهدا من شهودك”.
وألقى الصحفي حسن عبد الجواد كلمة باسم الجبهة الشعبية، قال فيها بعد أن رحب بالحضور” أن تأبين الشهداء واستذكار تضحياتهم، هو استحقاق وطني وفكري وأخلاقي لهم ولعائلاتهم ورفاق دربهم، لان الشهداء هم من يعبدون طريق الحرية، وهو استحقاق لم ينالوه كهبة أو منة من احد، بل انتزعوه بهمة وشموخ واقتدار، تعبيرا عن صدق انتمائهم لقضيتهم العادلة، ودفاعهم الأسطوري عن ثوابت وحقوق شعبهم.وقال : “قد يعتقد البعض أن الاحتفاظ بذكرى حيه لمحطات هامة في حياة الناس، أو في مساحات الذاكرة الجماعية ووعي الجماهير مسالة في غاية البساطة، فيما الحقيقة أن الذاكرة الجمعية الحية للناس لا يستقر فيها سوى حجارة الوادي وأعلام ورموز التضحية والعطاء بدون حدود أمثال الشهداء، و شهدينا معتز زواهرة الذي رسم بعنفوان الشباب و بدمه خارطة الوطن السليب، وعانق أرواح الشهداء، على أبواب القدس في مطلع الهبة الانتفاضية المجيدة لشعبنا البطل”.
وأضاف عبد الجواد “اليوم نقف وإياكم بفخر واعتزاز أمام الذكرى السنوية لاستشهاد رفيقنا معتز زواهرة، أمام حالة من التضحية والفداء تتسم بالفرادة والاستثنائية والجرأة والتصميم وجمال الفكرة، وهو الذي عاد من سفره على وجه السرعة من بعيد ليلتقي شقيقه رفيقه غسان إبان إضرابه ورفاقه عن الطعام، في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري، ليتحول بعد أيام من وصوله إلى حالة استشهادية، ودرس في عمق وصدق الانتماء لهذا الوطن العزيز شعبا وقضية”.
و قال ” تستمر الرواية دون تصنع ودون مبالغة، رواية من لحم ودم يغذيها واقع وكفاح رفاق الجبهة ضد المحتل، وهذه العائلة المناضلة التي امتدت أنياب السجن والاحتلال إلى ابسط مكونات حياتها اليومية، فاعتقل غسان زواهرة ونضال ابو عكر وآخرين مرة أخرى، ليستمر نسج الرواية في وعي كل الذين يعرفون المعنى والمغزى الحقيقي للشهادة والأسر…. قصة عطاء جمعي يتواصل … ينتقل في داخلنا قوة وإرادة ودروس وعبر، ومن حالة إلى أخرى، ومن ذاكرة جيل لأخر، لنؤكد دون تردد أن الإنسان قضية، وأننا في الجبهة الشعبية أصحاب رؤية و فكر وطني مقاوم، وقومي تقدمي لا يساوم”.
وتابع “إن الطريق الحقيقي لشعبنا هو طريق الحرية والكرامة والتحرر الوطني والاجتماعي…. هو خيار الوحدة وإنهاء الانقسام، واستمرار المقاومة وقطع الصلة مع كل المشاريع السياسية العبثية، وفي مقدمتها اتفاق أوسلو، وكل ما تمخض عنها من اتفاقيات سياسية وأمنية واقتصادية”، ومواصلة الوفاء لتضحيات الشهداء، والأسرى من الرفاق والإخوة، وفي مقدمتهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق احمد سعدات، والقيادي مروان البرغوثي .
وقرا احمد زواهرة كلمة ال الشهيد، فشكر القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية ، وكل من تجشم معاناة السفر للمشاركة في هذا الحفل التأبيني، مشيرا إلى ان الشهيد كان يتوقع زيارة شقيقه قبل يوم من استشهاده ، إلا أن رصاص الاحتلال ، وجدران السجن ، حالت دون لقاءهما.
وتحدث زواهرة عن معاني وألام الفراق لشقيقه الشهيد، قائلا أنها كانت بالنسبة لجميع أفراد الأسرة ثقيلة ولا تحتمل، مؤكدا ان الشهيد معتز كان مناضلا ورجلا حقيقيا، ورفيق درب ينتمي لتضحيات ومعاناة شعبنا الفلسطيني، وان رفاقه سيبقون أوفياء لذكراه وتضحياته وحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير. شكر فيها القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية ، وكل من تجشم معاناة السفر للمشاركة في هذا الحفل التأبيني
وخلال الاحتفال قدم منظمي مهرجان التأبين فيلما عن حياة الشهيد، فيما قدم الفنان الفلسطيني إبراهيم أبو لبن، والفنان اشرف ابو شمة وصلات من الأغاني الوطنية، وألقى الشاعر ابو عبد الله حنيحن بعض من قصائده، وقدمت العديد من القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية وأهالي الشهداء دروعا تكريمية لذوي الشهيد وفاء للشهيد وتضحياته.