راديو موال – كان من المفترض أن يُسلم الناشط المقدسي مصباح أبو صبيح 40 عاما، عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الأحد، نفسه لإدارة سجن الرملة، لقضاء محكوميته البالغة 4 أشهر، لكنه أختار طريقا آخر، ففي ذات الوقت الذي كان مقررا أن يسلم نفسه نفذ عملية “اطلاق نار” في منطقة حساسة بالقدس بالقرب من “قيادة شرطة الاحتلال ومحطة القطار” بالشيخ جراح أدت الى مقتل اسرائيليين واصابة العديد منهم.”أسد القدس والأقصى” بهذا كان يلقب الشهيد في القدس، وكان دائما يقف في مقدمة المدافعين عن المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، وكان آخر ما أوصى به الشهيد وكتبه على حسابه على موقع الفيسبوك قبل يومين: “الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدا”.
الحاج مصباح أبو صبيح، أسير محرر، قضى في سجون الاحتلال 39 شهرا – بشكل متقطع-، إضافة الى اعتقالات لأيام وأسابيع، بتهمة “الدفاع عن الاقصى”، وآخر الاعتقالات كانت العام الماضي، وافرج عنه في شهر كانون أول 2015، بعد اعتقاله لمدة عام بتهمة التحريض على الفيسبوك، حيث اعتقل حينها لنشره “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” و”أولادنا فداء للمسجد الأقصى”، وبعد الافراج عنه بفترة قصيرة أعادت سلطات الاحتلال فتح ملف “الاعتداء على شرطي في منطقة باب حطة – أحد أبواب المسجد الأقصى” ، وقال في تصريح صحفي سابق “فوجئت قبل عدة أشهر بفتح ملف قديم يعود لعام 2013، حيث اعتقلت حينها من باب المسجد الأقصى بتهمة الاعتداء على شرطي، وأفرج عني في ذات اليوم وسافرت لأداء العمرة، واغلق الملف، واعتقلت لمدة عام على ملف آخر، ثم عاودا وفتحوه لاحكم قبل شهر بالسجن لمدة 4 أشهر”.
وفي مدينة القدس، اختلطت مشاعر ابنائها بالحزن على فراق الشهيد، فيما اغلقت الأبواب التجارية أبوابها حدادا، وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة في شوارع المدينة، واعتقلت تيسر أبو صبيح – شقيق الشهيد- وبعض أقاربه، وقامت بعد العملية باغلاق بعض مداخل الاحياء والقرى وعرقلت حركة المواطنين لحوالي ساعة.