راديو موال – قال الرئيس محمود عباس، إننا مع حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين وفق حدود الرابع من حزيران 1967، وتكون عاصمتها القدس الشرقية، ولا نمانع من التبادلية الطفيفة والمحدودة بالقيمة والمثل، أن تتم معالجة قضية اللاجئين وفق القرار 194، وكما نصت على ذلك المبادرة العربية للسلام، بقولها حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين.وخاطب الرئيس البرلمان الأوروبي في بروكسل، بالقول، “أيعقل أن يظل شعبنا الفلسطيني، وهو واحد من أعرق شعوب المنطقة والعالم ثقافة ومعرفة محروما من أن تكون له دولته الخاصة به؟ أما آن الأوان لأن يتمتع بحريته دون قيود وعقبات وعراقيل وحواجز عسكرية وبوابات وجسور تفتح وتغلق حسب هوى ومزاج جيش الاحتلال الإسرائيلي؟”.وتابع الرئيس إن أقل ما يقال، حول المشهد الفلسطيني، هو أن فلسطين الوطن والشعب، بتاريخها وتراثها وهويتها وكيانها الجيوسياسي قد تعرضت لمجزرة تاريخية وعملية سطو لا مثيل لها، في القرن العشرين ولازالت مستمرة في القرن الحادي والعشرين، تحت نظر وسمع المجتمع الدولي وقواه الفاعلة.واستطرد إن الفصول السوداء التي عاشها شعبنا، لازالت مستمرة، فشعبنا في داخل فلسطين يعيش طغيان الاحتلال، بإجراءاته التعسفية وعنصريته البغيضة، أما شعبنا الذي يعيش لاجئاً في الشتات، فلا زال يعيش البؤس والحرمان، لكننا عقدنا العزم على الصمود، والبقاء على أرضنا، والعمل على الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، بالطرق السياسية والدبلوماسية والسلمية، وقد قطعنا شوطاً كبيراً، ونجحنا على المستوى الدولي.وقال، لقد مرت مائة سنة على وعد بلفور الصادر عام 1917، وثمانٍ وستون سنة على النكبة، التي ارتكبت خلالها القوات الإسرائيلية عام 1948 جرائم قتل ومجازر مروعة، تسببت في تشريد مئات الآلاف من أبناء شعبنا الآمنين وأحالتهم إلى لاجئين، وقامت بإزالة أكثر من 488 قرية وبلدة عن الوجود، والتي عاش فيها شعبنا منذ آلاف السنين.وفي عام 1967، قامت إسرائيل باحتلال مدينة القدس الشرقية وباقي أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ونزح جراء ذلك مئات الألوف من شعبنا، ومازال شعبنا يرزح تحت الاحتلال.وأضاف نعم، أيتها السيدات والسادة، لقد أحالت إسرائيل قوة الاحتلال وطننا فلسطين إلى سجن كبير لشعبنا، وهنا أجدد التأكيد أمامكم، بأننا لا نريد إزالة وجود أحد عن الخارطة الجغرافية السياسية كما يزعم البعض، ولكننا لن نسمح لأحد بأن يزيل وجودنا من على أرضنا، وحقنا فيها. وإن استمرار التنكر لحقوق شعبنا في وطنه لا يخدم سوى المتطرفين، ويولد الإرهاب والعنف، ويمنح المنادين بهما ذريعة لذلك، فلا تجعلوا من قضية فلسطين والقدس الشريف ذريعة لهؤلاء وأولئك، وإنما اجعلوا منهما نموذجاً للعدل والسلام والحرية والإنصاف.وأوضح الرئيس أننا نتطلع إلى الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء وبرلمانه العريق، من أجل استمرار بذل الجهود ولعب دور سياسي ودبلوماسي فاعل، وصولاً لحل سلمي عادل ودائم في منطقتنا، وفق حل الدولتين على أساس 1967 وقرارات الشرعية الدولية، فكل من إسرائيل وفلسطين تربطهما مع الاتحاد الأوروبي اتفاقيات شراكة وجوار وعضوية مشتركة في الاتحاد من أجل المتوسط، الأمر الذي يؤهل الاتحاد الأوروبي لكي يلعب هذا الدور، وعلى نحو يحقق الأمن والاستقرار للجميع.وأشار الرئيس إلى أننا لا زلنا نراوح مكاننا على مستوى العلاقة مع إسرائيل، ولقد حاولنا جاهدين العودة لتنفيذ الاتفاقات الموقعة، واحترام الالتزامات المترتبة علينا وعليهم، لكنهم يرفضون تنفيذ الحد الأدنى منها، ويمعنون في تكريس احتلالهم والسيطرة على جميع مناحي حياتنا. وفي هذا الصدد، يعملون على تغيير واقع مدينة القدس وهويتها التاريخية، وامتهان مقدساتها المسيحية والإسلامية، والاستيطان مستمر بتسارع في كل مكان، إضافة لمصادرة الأراضي، وهدم المنازل والمنشآت، واعتقال الآلاف.وقال الرئيس، إن إسرائيل تشهد هذه الأيام جنوحاً مستمراً للعنف، وتطرفاً متصاعداً انعكس في ممارسات المستوطنين وارهابهم، كما حدث في حرق عائلة دوابشة، والشاب أبو خضير، وكذلك الممارسات الوحشية للجيش الإسرائيلي وعمليات القتل التي ترتكب خارج القانون، وقد وصل هذا التطرف إلى حدٍ جَعلَ عدداً من الساسة والمسؤولين الإسرائيليين يوجهون الانتقادات لحكومتهم، مثل هرتسوغ، زعيم المعارضة، ويعلون وزير الجيش المستقيل، وإيهود باراك رئيس الوزراء الأسبق، ونائب رئيس الأركان، وعدد من الإعلاميين، وكلهم قالوا إن إسرائيل تمارس وتوسع من سلوكها الفاشي والعنصري، على حد تعبيرهم.وقال الرئيس مخاطبا البرلمان الأوروبي، إننا نتساءل في ظل هذا الواقع المرير والخطير، ألم يحن الوقت، أيتها السيدات والسادة، أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؟ ولماذا لا تطبق القوانين والقرارات الدولية على إسرائيل؟ ولماذا تظل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، مجرد حبر على ورق حينما يتعلق الأمر بفلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني؟ وإلى متى ستظل إسرائيل تفلت من العقاب وتتهرب من استحقاقات السلام، والاعتراف بالظلم والجرم التاريخي الذي ألحقته بالشعب الفلسطيني؟وأكد أن فلسطين، إذا ما تم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والاستيطان، ونالت استقلالها وسيادتها، وهذا ما يجب أن يكون في أسرع وقت، فإنها تستطيع أن تمثل إضافة حضارية ونوعية في منطقتنا، وتكون واحة للاستقرار وستكون مصدر تفاعل ثقافي وحضاري راقٍ ومسؤولٍ، وستكون عاصمتها القدس الشرقية مفتوحة الأبواب لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاث دون تمييزوتابع: نعم لدينا مقومات ومؤسسات دولةٍ، ساهم الاتحاد الأوروبي مشكوراً ودول صديقة وشقيقة في بنائها ودعمها، ولا زالوا، وسوف نستمر في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، لأن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ليس خاضعاً للمفاوضات مع إسرائيل، ونريد استمرار مساعدتكم بذلك، ولدينا كذلك عشرات المعاهد والجامعات العاملة، والتي تتمتع بمستوى جيد، وتسهم في بناء نهضة تعليمية وتربوية في بلادنا، وهي مؤسسات بحثية وعلمية مختلطة، سواء على مستوى الكادر التعليمي أم على مستوى الطلبة فنحن مجتمع حر، ومنفتح، تتمتع فيه المرأة مثلها مثل الرجل بذات الحقوق والواجبات، والكل سواء أمام القانون.وتطرق الرئيس إلى الاجتماع الوزاري الذي عقد في باريس، وفق المبادرة الفرنسية، وضم 28 دولة وثلاث منظمات دولية، وقال: نحن إذ نثمن هذا الجهد القيم والنبيل، فإننا نتطلع لرؤيته يتمخض عن انعقاد مؤتمر دولي للسلام، وفقاً للقانون الدولي والشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة، ومبادرة السلام العربية كما اعتمدت في قمة بيروت عام 2002، وخارطة الطريق والاتفاقات الموقعة، وتحديد سقوف زمنية للمفاوضات والتنفيذ، إضافة إلى تشكيل آلية وإطار للمتابعة، مثلاً (7 2)، على غرار ما تم مع إيران.وأشار الرئيس إلى تبنى المجلس الوزاري الأوروبي في اجتماعه الأخير، البيان الختامي لاجتماعات باريس في الثالث من يونيو 2016، وقال الرئيس “إننا والأشقاء العرب والغالبية العظمى من دول العالم ندعم هذا الجهد الفرنسي، وقد أكد لي الرئيس فرانسوا هولاند قبل أيام أن فرنسا عاقدة العزم على الاستمرار وصولاً إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية العام، وشدد على وجوب بدء التحضير لعقد وإنجاح المؤتمر، وذلك من خلال فرق عمل متخصصة لهذا الغرض، وأكدت له دعمنا الكامل لهذه الجهود، وأكرر أمامكم أننا كفلسطينيين وكعرب نقف معكم في خندق واحد لهزيمة الإرهاب والتطرف”.وأكد أن هذا لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967، وبعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.وعلى صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني، قال الرئيس: إننا نعمل على توحيد أرضنا وشعبنا، وإنهاء الحصار عن قطاع غزة، ولا زلنا نعمل على إنهاء الانقسام، من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بسياسات منظمة التحرير الفلسطينية، وتعهداتها الدولية والإقليمية، والذهاب لانتخابات رئاسية وبرلمانية بأسرع وقت ممكن. وبهذه المناسبة، فإننا نتقدم بالشكر الجزيل للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء على ما تقدمه من أجل إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.