توفي صباح اليوم بطل الملاكمة العالمي السابق محمد علي كلاي
. وكان مصدر قريب من عائلته قال مساء أمس الجمعة إن محمد علي (74
عاما) كان في حالة خطيرة جدا بمستشفى فينيكس في ولاية أريزونا.
وسبق أن أدخل كلاي الخميس إلى المستشفى لمعالجته من مشاكل تنفسية. وعانى البطل العالمي السابق في الملاكمة منذ ثمانينيات القرن الماضي من داء الشلل الرعاشي (باركنسون).
وحصل كلاي على ألقاب عديدة في مساره، وحصل على لقب بطولة العالم ثلاث مرات، آخرها عام 1978، وأعلن عام 1979 اعتزاله الملاكمة، ثم عدل عن قراره في العام التالي وواجه الملاكم لاري هولمس في محاولة لنيل لقب البطولة للمرة الرابعة، لكنه خسر المباراة التي تم إيقافها بناء على طلب مدرب محمد علي بعد الجولة العاشرة.
بعد اعتزاله الملاكمة، انخرط كلاي في أعمال إنسانية عديدة، وحصل على ميدالية الحرية تكريما له على ما قدمه من مساعدات إنسانية خيرية، كما حصل على جائزة القيادة العالمية من جمعية تدعم نشاطالأمم المتحدة لدوره القيادي في دعم القضايا الإنسانية.
يذكر أن أعراض مرض الشلل الرعاشي بدأت تظهر على كلاي عام 1984، وفي العام 2013 قال أخوه رحمان علي لصحيفة نيويورك إن محمد لم يعد قادرا على الكلام، وإن موته محتمل في أي لحظة، لكن ابنته نفت ذلك.
لم يكتسب محمد علي كلاي شهرته الواسعة بقبضة يده الحديدية فقط، بل كانت لمواقفه وأسلوب حياته الأثر الأكبر في جعله محور اهتمام العالم.
فبعد أن استطاع الشاب الصغير الذي لم يتجاوز 22 عاما أن يقصي الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة عام 1964، أعلن بطل العالم الجديد عن اعتناق الإسلام، وتغيير اسمه من كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور إلى محمد علي، ليثير عاصفة من الجدل داخل الولايات المتحدة.
وتوقع الكثيرون آنذاك أن يخصم ذلك من شعبية البطل الصاعد، لكن محمد لم يكترث كثيرا بذلك، ليجد أن شعبيته تضاعفت في جميع أنحاء العالم.
وواجه محمد تحديا آخر، عندما أعلن الجيش قبول انضمامه للقوات المسلحة عام 1966، وكانت الولايات المتحدة في حرب مع فيتنام.
فرفض علي الانضمام إلى الجيش، وقال إن “هذه الحرب ضد تعاليم القرآن”، وأعلن أيضا:” لن أحاربهم.. فهم لم يلقبونني بالزنجي”، في إشارة إلى العنصرية التي كان يعاني منها في الولايات المتحدة خلال نشأته.
واتخذ محمد علي هذا الموقف وهو مدرك للثمن الذي سيدفعه، فقد تم سحب اللقب منه عام 1976 نتيجة رفضه الالتحاق بالجيش، قبل أن يعود إلى الحلبة مرة أخرى عام 1970، متحصنا بشعبيته الجارفة وتقدير الأميركيين لموقفه الذي كان يمثل شريحة كبيرة من المواطنين الرافضين للحرب.
وناضل محمد علي ضد التمييز العنصري ولدى تقاعده تبرع بأموال سخية لعدد من المشاريع الخيرية، من بينها إنشائه مركز حمل اسمه لمكافحة مرض باركنسون الذي أصيب به.
وقدم علي دعما لدورة الألعاب الأولمبية الخاصة. واختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة عام 2005 بسبب أعماله الخيرية في البلدان الفقيرة.
حياة شخصية
واتسمت حياة محمد علي الشخصية بالتقلب، فقد تزوج أربع مرات ولديه 7 بنات وولدين.
ودخل علي حلبة الزواج في أغسطس عام 1964 مع سونغي روي، لكن زواجهما لم يستمر بسبب اعتراض الزوجة على ما أفكار علي بشأن لباسها وفقا لمعتقده الجديد، فتطلقا في يناير عام 1966.
وتزوج علي عام 1967 من بيليندا بويد، وكان عمرها حينذاك 17 عاما، فأسلمت بعد الزواج وتحول اسمها إلى خليلة علي، وأنجب الزوجان 5 أبناء هم مريم وجميلو وليبان ومحمد علي الصغير.
وفي عام 1975، انخرط محمد علي في علاقة مع فيرونيكا بورش وكان ذلك سببا في انتهاء زواجه من خليلة عام 1977، ليتزوج من فيرونيكا وينجب منها هناء وليلى التي دخلت عالم الملاكمة بعد ذلك.
وتطلق الزوجان عام 1986، ليتزوج علي في ذات العام من يولندا صديقته المقربة منذ عام 1964، وخلال هذه الفترة تبنى علي طفلا أطلق عليه اسم أسعد محمد علي. وقد أنجب علي بنتين أخريين هما مايا وخليلة من علاقات أخرى.