يعتقد الكثيرون أن العلاقة الطويلة الأمد بين الزوجين أمر صعب جداً، وتتطلب الكثير من التضحيات. لكن الحقيقة مغايرة لذلك. بالفعل، يكفي أن يتفاهم الشريكان على أسلوب عيش معين،ويضعان النقاط على الحروف في المسائل الحياتية الأساسية، وتصبح بعدها كل الأمور مجرد تفاصيل صغيرة…
لا تقل يا عزيزي الرجل: أنا لن أتغير أبداً. يجدر بزوجتي أن تتغير. أنا لا أخطئ أبداً. زوجتي هي التي ترتكب الأخطاء وتقصّر في واجباتها معي… إنها طريقة تفكير خاطئة وتزيد من حدة المشاكل الزوجية.
بالفعل، يجدر بكل واحد من الشريكين أن يتنازل قليلاً ويضحي ببعض خصوصياته، ويحاول التأقلم مع احتياجات الآخر للتوصل في النهاية إلى علاقة سليمة. إليك في ما يأتي بعض النصائح التي تساعدك في تقبّل الزوجة بشكل أفضل وجعل علاقتكما هانئة وسعيدة.
الإصغاء وطرح الأسئلة
حاول دوماً الإصغاء إلى زوجتك وما تحاول قوله لك، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ركز جيداً على الرسالة التي تحاول زوجتك إيصالها لك. وإذا لم تفهم، إطرح الأسئلة، وحاول أن تفهم الخفايا الموجودة.
لا تحاول التهرب من الموضوع، أو الانتقال إلى مسألة أخرى. فالهروب لن يجدي نفعاً، بل سيجعل المشاكل تكبر وتتفاقم. الحل المثالي إذاً هو الإصغاء إلى الشريك ومحاولة فهمه بكل الوسائل الممكنة. ففي معظم الأوقات، نسمع لكننا لا نفهم، وهذا ما يفاقم الخلافات الزوجية.
صنع الذكريات وعدم شرائها
صحيح أن النساء يعشقن الهدايا والمجوهرات، لكنهن يعشقن أيضاً التقاط الصور وصنع الذكريات. لذا، بدل محاولة إرضائها واستمالتها بعقد أو خاتم أو سوار أو هدية مادية، حاول أن تخطط لنشاط ترفيهي تقومان به سوياً، ويترك لكما ذكريات جميلة ترافقكما طوال العمر.
قد يكون هذا النشاط الترفيهي نزهة في الطبيعة، أو دروساً في الرقص أو الطهو، أو رحلة إلى بلد بعيد… النشاط بحد ذاته غير مهم. فالمهم هو الذكريات التي تبقى مع الزوجين لأطول وقت ممكن.
التفكير قبل الكلام
فكر مرتين قبل التفوه بأية كلمة. فالكلمة التي تخرج من فمك لا يمكنك سحبها، ولا سحب العواقب الناجمة عنها. كم مرة قلنا لأنفسنا لو أننا انتظرنا نصف ثانية، لما كنا تفوهنا بكل تلك التفاهات.
وتذكر دوماً أن الصمت لا يعني الخنوع أو الجبن، بل على العكس الرقي في التفكير والأخلاق. لذا، حين تشعر بالغضب، خذ نفساً عميقاً واكبت غيظك وحاول ألا تجرح شريكتك بكلمات نابية. انتظر حتى تهدأ أعصابك ثم ناقش المسألة بروية للتوصل إلى حل مقبول.
مساعدتها على الاسترخاء
ننسى أحياناً أن ثمة مشاكل نعجز عن حلها أو تفاديها في حياتنا اليومية. قد تكون زوجتك منزعجة من شيء معين لا علاقة له أبداً بك.
فهي متوترة ربما من الأولاد، أو العمل، أو أي شيء آخر… في هذه الحالة، لا تعترض طريقها، بل ساعدها على الاسترخاء بكل الوسائل الممكنة. حاول مثلاً إبعاد الأولاد عنها من خلال اصطحابهم إلى مركز تجاري أو إلى السينما.
أطلب منها القيام بنزهة في الهواء الطلق أو الذهاب لزيارة أهلها أو صديقاتها. المهم هو مساعدتها على الاسترخاء والإحساس بالراحة.
التصرف برقي
لا شك في أن التصرف الراقي مع الزوجة هو أفضل وسيلة للحفاظ على علاقة ناجحة وطويلة الأمد.
واعلم أن التصرف الراقي يكون أحياناً بمساعدتها بغسل الأطباق، أو إخراج النفايات من المنزل، أو مساعدة الأولاد على ارتداء الملابس… نعم، يمكن لتصرفات بسيطة وعادية جداً أن تنمّ عن أسلوب تعامل راق.