بينما يفضل الكثيرون التقيد بالإعتماد في غذائهم على النباتات فقط، نجد الكثيرون لا يستغنون عن تناول اللحم. ولكل فريق حججه ومبرراته الصحية. فما هي الحقيقة؟
يؤكد الفريق الثاني أن أجسامنا مصممة لذلك، وأضراسنا مهندسة لتطحن اللحوم، ولو كانت مُعدة للعيش فقط على الخضار لكانت أجهزتنا الهضمية مشابهة لأجهزة البقر، حيث تستطيع تخمير السيليلوز وتكسير المواد النباتية. ناهيك عن أن اللحوم تحافظ على مستويات مستقرة من السكر في الدم بسبب الدهون ونسبة البروتين العالية فيها. كما أنها تحافظ على ثبات مستويات الطاقة، وخلق شعور بالشبع بين الوجبات وخفض الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية.
اللحوم أيضا ضرورية من أجل نمو العضلات. وتحتوي على الكرياتين وهو مركب يحتوي على النيتروجين الذي يُحسن نوعية البروتينات. وهي تساعد كذلك على حرق الدهون. ومن لا يتناولها معرض أكثر من سواه لخلل في الناقلات العصبية التي تنظم وظائف الجسم لما يتوفر بها من الأحماض الأمينية كافة، وهذا قد يؤدي إلى مشاكل متنوعة بينها الاكتئاب والقلق.
ويدافع النباتيون عن أسلوبهم الغذائي بقولهم:
أولاً: الابتعاد عن تناول اللحوم يخفض ضغط الدم.
ثانياً: بينت دراسة أجريت عام 2013 شملت أكثر من سبعين ألف شخص نباتي أن هؤلاء أقل عرضة للوفاة بنسبة 12 %، من آكلي اللحوم الحيوانية التي تسبب مشاكل جمة في الشرايين.
ثالثاً: الامتناع عن تناول اللحوم يحسن المزاج.
رابعاً: ذكرت دراسة شملت 44 ألف إنسانا أن النباتيين أقل عرضة بنسبة 32 % للإصابة بأمراض القلب.
خامساً: يبدو بحسب الدراسات أن النباتيين أقل عرضة للإصابة بالسرطان، لا سيما السرطانات الأكثر شيوعاً بين النساء وبينها سرطان الثدي.
سادسا: الامتناع عن تناول اللحوم يجعل الإنسان أكثر حيوية وشباباً ويجعله حتى يبدو جذاباً.
والحقيقة أن هناك حسنات في تناول اللحوم. وهناك حسنات في تناول الخضار والبقوليات. والاعتدال هو الحل الأفضل، لكي نتأكد من حصولنا على ما نحتاج إليه من حديد وفيتاميني “د” و”ب 12″، فحتى النباتيون يوصون بتناول ما يكفي من البقول، مثل: الفول والعدس والمكسرات والفاكهة والخضار الخضراء الداكنة والحبوب الكاملة والحبوب المحصنة بالحديد، لتعوضهم عن عدم تناول اللحوم.
إذ أن الفارق بين النباتات واللحوم هو أن الثانية تحتوي على بروتينات عالية القيمة، بينما يحتاج النباتيون إلى تناول أكثر من نوع من البقول والحبوب والبذور كي يحصلوا على ما يحتاجون إليه من بروتينات عالية القيمة.
لهذا فالتنويع ضروري، لأنه سيمنحهم ما يحتاجون إليه من عناصر غذائية مطلوبة، مثل الأحماض الأمينية الأساسية. والصويا أيضاً يساعد جداً لأنه بروتين كامل قادر على أن يغني عن تناول اللحوم. كما يحتاج النباتيون إلى تناول كبسولات حبوب فيتاميني “ب 12” و”د”، والكالسيوم عبر تناول البروكولي وفول الصويا والسبانخ.