وفقاً لفريق من الباحثين الكنديين، فإن إحداث ارتفاع بسيط على درجة حرارة البيئة المحيطة بمرضى الزهايمر قد يؤدي إلى إبطاء تطور المرض.
يتوقع أن يصل عدد المصابين بالزهايمر، حول العالم، عام 2030 إلى 65 مليون شخص يعانون بشكل مباشر أو غير مباشر من حال في الدماغ تسمى “تلف الأعصاب”، تؤدي إلى الفقدان التدريجي للخلايا العصبية.
وقد اكتشف فريق من الباحثين من كلية الصيدلة في جامعة “لافال” في كندا، عاملاً جديداً يمكن أن يؤثر على ظهور أعراض مرض الزهايمر، وهو الحرارة.
يقول د. فريدريك كالون، المؤلف الرئيسي للبحث المنشور في مجلة Neurobiology of Aging أو بيولوجيا الأعصاب في الشيخوخة: “نحن نعلم أن درجة حرارة جسم الإنسان تنخفض مع تقدم السن والسبب جزئياً هو أن عملية الأيض أو التمثيل الغذائي تتباطأ”.
وعمل الباحثون خلال التجربة على مجموعتين من الفئران. وكانت المجموعة الأولى (المعدلة وراثياً) مصابة بمرض الزهايمر: أظهرت القوارض تراجعاً وانحطاطاً في عمل الدماغ ومشاكل في الذاكرة بعد 6 أشهر من بداية المرض. وكانت المجموعة الثانية بصحة جيدة.
النتيجة: لاحظ العلماء في البداية أنَّ الفئات المصابة بمرض الزهايمر كانت تواجه صعوبة أكثر من غيرها في المحافظة على درجة حرارة أجسادها، حيث بلغ متوسط الفارق حوالي 1 درجة مئوية. وعلاوة على ذلك، فإنّ أعراض المرض المتمثلة بفقدان الذاكرة، فقدان الشعور بالزمن والاتجاهات، والصعوبات في التعبير شفهياً وكتابةً، كانت تزيد عندما يتم تعريض الفئران المريضة إلى درجات حرارة منخفضة.
ولكن، وفقاً لما يقوله د. فريدريك كالون، لم يكن بالإمكان عكس النتيجة. وأضاف “لذا قمنا بتعريض الفئران المريضة إلى بيئة بدرجة حرارة 28 درجة مئوية. وبعد أسبوع انخفضت مستويات الأميلويد بيتا beta-amyloid (من الأحماض الأمينية المضرة للجهاز العصبي) وتحسنت نتائج اختبارات الذاكرة.
وقال د. فريدريك إنه إذا تأكدت النتائج التي توصلت إليها الدراسة، فإن من شأن ذلك أن يؤثر على حياة المرضى الذين يعانون من الزهايمر، وإذا تم رفع درجة حرارة البيئة المعيشية لهؤلاء المرضى (مثلاً بتركيب سخان للحرارة في الغرفة) فيمكن أن يكون لذلك آثار إيجابية على حالتهم.