كلمة الدكتور اغلب خوري اثناء وداع قدس الأب ابراهيم الخوري ( القسيس ) راعي الكنيسة الارثوذكسية في بيت ساحور

راديو موال :باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين
ان عشنا فللرب نعيش .. وان متنا فللرب نموت .. فان عشنا وان متنا فللرب نحن

الآباء الأجلاء
ضيوفنا الكرام…أهلنا أحبتنا
في حضرة الراحل الكبير…عمتم مساءَ
ايها الوقور الجليل ….. لقد جاهدت الجهاد الحسن … أكملت السعي … حفظت الايمان ….. وأخيرا قد وضع لك اكليل البر الذي وهبه لك رب المجد … ادخل الى فرح ربك
لن أبكيك بدمع عيني … بل سألتقط من دموع قلبي بعض الكلمات … فبيت ساحور تشيعك اليوم بالمحبة … تشيعك بوديعتك لها على مدار خمسة عقود … قضيتها في خدمة كنيسة المسيح … خدمتك اللتي بنيتها كسيدك على المحبة … فكنت أنت المحبة
لا أعلم كيف أنظم الكلمات …. فالصدمة لرحيلك تأسرني … والحيرة تأخذني …. ولا زلت عاجزا عن سبر غور مفاهيمك الايمانية … والتي تختلف عن مفاهيم هذا العالم … ففي المسيح يتغير كل شيئ … فالحزن هو الفرح … والألم هو الراحة … وفي الضيقة يكمن الفرح الروحي والفرج … وفي الخسارة نجد الربح … وفي الضعف تكمن القوة … وفي الموت الحياة
أأبكيك أم أفرح لانتقالك ونياحتك يا ايها الأب الحبيب ….؟ أأذرف الدموع … أم أتعزى برحيلك لملاقاة باريك وسيدك …؟ أأحزن … أم أفرح لغيابك في السماء…؟
كيف أرثيك وانت من علمني … أن الرثاء يكون للأموات ..؟ كيف أرثيك ونحن أبناء القيامة ..؟ كيف أرثيك وقد استعجلت الرحيل … فسبقتنا للحياة وبقينا من بعدك أمواتا ننتظر الحياة ..؟
كيف أبكيك وانت تحمل بقلبك صليب الخلاص … ؟ كيف أبكيك وقد رحلت لمشاركة خالقك في العرس الالهي الفصحي مع الملائكة والقديسين …؟
اعذرني يا ايها الأب الحبيب…أعذرني يا عماه … فكوني قريبك فلن أعدد مناقبك .. أخاف أن يحسبه البعض تملقا …. فهذا سأتركه للآخرين في كلمات الرثاء التي ستلقى يوم الأحد في جناز الثالث والسابع … وأنا واثق أنهم سيوفوك حقك
يكفيني أن اقول اليوم …أنه يكفيك فخرا أن بيت ساحور تشيعك اليوم … بقضها وقضيضها … الى قبور أجدادك … الى رواق أجدادك …. بناة الكهنوت العربي الأرثوذكسي في مدينة الرعاة … يا خير خلف لخير سلف …. يا ابن الخوري طناس … بن الخوري نيقولا… بن الخوري ابراهيم … بن الخوري نصر…. بن الخوري خليل …. بن الخوري جريس … بن الخوري سالم برنابا حباس داوود القزحة .. لروحهم ولروحك الرحمة
سأبقى أذكر لقائنا الأخير مساء السبت الماضي …. وقبيل سويعات قليلة من دخولك في غيبوبة الموت … وكأنك كسيدك في البستان كنت مدركا لما هو آت … فابتسمت وقلت أنك لا تكن سوءا لأحد وتسامح كل من أخطأ بحقك … فكانت وصيتك الأخيرة لنا عن التسامح (فسامحنا يا ابونا كلنا والله مقصرين)
عزاؤنا اليوم فيك نيقولا وأخوه وأخواته … وأمنا الخورية سهيلة … وكل تلك الذرية الصالحة … فها قد أتت ثمارك فينا محبة وايمانا وأدبا وأخلاقا
أسألك أن تتشفع لنا من حبيبك رب المجد …. والديان العادل يسوع المسيح فها هو آت سريعا على سحاب السماء بمجده العظيم … كفارة عن خطايانا … في زمن الفصح المقدس ….. ونودعك بكل مشاعر المحبة الصادقة …. وداعا زمنيا عسى أن ننال نعمة الله باسم يسوع المسيح …. ومحبة الروح القدس … ورجاء رحمته وحنانه … وبشفاعة القديسة الطاهرة البتول …. أمنا العذراء مريم …. وشفاعة كل القديسيين والقديسات …. وشفاعة صلواتك من أجلنا لنلتقي في ملكوت السماء … ونحن لابسين حلة المجد التي يهبها الرب لأبناء كنيسته المقدسة …. التي أفتداها بدمه الكريم.

واذ نستأمنك بين يدي الخالق … فنم قرير العين يا حبيب المسيح … نم قرير العين يا حبيب بيت ساحور
الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا