راديو موال :بقلم بثينة حمدان -دخيلكم ودخيل المصالحة والمصافحة والمحاصصة والمناظرة، دخيل اسمها حركة “فتح” ودخيل اسمها حركة “حماس”… هلكتونا نكش في أوراق المصالحة.. وبعدين!
لم تبق ورقة إلا وتم طرحها؛ فلا المطبخ المصري ولا المطبخ الشامي ولا القطري استطاعت أن تنكش الطريق نحو المصالحة، ولا حتى “الكبسة” السعودية استطاعت أن “تكبس” على رقاب ممثلي الحركتين، فكان اتفاق مكة (2007) فرصة لآداء فريضة العمرة.. ولا البلاش!
ومنذ عام 2006 والحركتين تجر الشعب من حكومة وفاق إلى حكومة انتقالية إلى حكوة وحدة ومحاولات دون جدوى في الأرض الفلسطينية المنكوشة، وطبعاً معهم كل الحق، فالفصيلين وكأنهم ينكشون في الهواء فلا هو انتكش، ولا هم فرّغوا جام نكشِهم فيه، والحصيلة شعب نصفه “قرفان” من الاثنتين، ونصفه الآخر حيران بين الاثنتين…
ولسا عم ينكشوا في أرض المصالحة، ورغم أن كل شيء على الأرض له دورة حياة لها نهاية ما، إلا المصالحة فهي تعيش دورة مستمرة تخطت الحدود وكأنها فيلم أكشن ضمن سلسلة أفلام تحمل شعار “بطل ما بموت وفرد ما بيخلص”…
وهم ذاتهم النكاشون “الفاشلون” يحملون هذا الملف، لا يكبرون عليه، لا يتقاعدون، ولا يستقيلون منه معلنين نفاذ محاولاتهم، ولم لا! مادام الحساب جاري من أجل تحقيق الهدف، فهذه فاتورة اتصالات المصالحة وتلك فاتورة فنادق المصالحة ومواصلات المصالحة ومائدة المصالحة التي عادة ما تنسي مُدّعيي المصالحة الفكرة التي سافروا لأجلها، والحقيقة صار لازم مشروع اقتصادي تعيش منه المصالحة دون الحاجة للجوء إلى استضافة من هذه الدولة أو تلك. (هذا اقتراح بناء!)
ولسا عم ينكشوا في أرض المصالحة.. التي تبدو صورها على مدى سنوات مليئة بـ”السعادة” وكلها ابتسامات تملأ وفدي المصالحة، لذلك ومع استحداث منصب وزير السعادة في الامارات، أقترح على الأخوة الاماراتيين الاستفادة من “خبراء المصالحة” الذين يبتسمون رغم “الدماء” فلا هم حقنوها ولا صانوها!
وأقترح على خبراء المصالحة استحداث وزارة “المصالحة” في فلسطين… وهنا أرجو أن لا يستهزئ القرّاء، وتذكروا أن هناك شخص واحد بقي يمشي في هذا الشارع كل يوم بانتظام وهو الوحيد بين الفلسطينيين الذي لم يحظ بفرصة أن يكون وزيراً!
لا تضحكوا فقد بدأ البحث عن وزير “المصالِح” عفوا وزير المصالحة؛ فهل تتفق حماس وفتح عليه؟ وهل مقر الوزارة قطاع غزة أم الضفة الغربية؟ وهل هو متدين أم متحرر؟ هل يصلي في مسجد التشريفات برام الله أم في غزة؟ … شفتوا إنه المصالحة مو سهلة.. لا تتحذلقوا أو “تتفزلكوا” كتير، لأنه من اليوم ورايح صار بدها دكتوراة وصار بدها كتاب “الحياة.. مصالحات”.. بل واستصلاحات وآهات واكتئابات ثم انتفاضة ثم “نصر” مزعوم ثم العودة من جديد.. بدها كتاب عن دورة حياة مصالحة لا تنتهي، فهل يكتشف العلم علاجاً لها؟ وهل من عالم فلك يستطيع النكش أبعد من أنفه ليقول لنا: لوين رايحين!