راديو موال : مر عامان الآن على التقاط صورة الآلاف من المدنيين المذهولين والمحاصرين من لاجئي فلسطين في مخيم اليرموك للاجئي فلسطين في دمشق. وقد ظهر المصطفون من الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن ومن ينتظرون الموت مصدومين ومجردين من كافة المشاعر والأحاسيس وهم ينتظرون في ذلك المخيم المحاصر حصولهم على المساعدة الغذائية من الأونروا، وهي الوكالة الأممية المكلفة بتقديم المساعدة لهم. لقد كانت تلك الصورة من القوة بما يكفي لأن تحفر نفسها في الذاكرة الجمعية للعصر الذي نعيشه، حيث أن كلمة “اليرموك” قد تمت إضافتها إلى المعجم المروع لانعدام إنسانية الإنسان تجاه الإنسان. وقد تم تداول الصورة بشكل واسع للغاية وأصبحت بالتالي رمزا للنزاع السوري الذي لا يرحم.
ولاحقا، وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليرموك بأنه أقرب ما يكون للدرك الأسفل من النار؛ واصفا إياه بأنه مخيم للاجئين أصبح مخيما للموت. وقد كان اليرموك يوما ما مسكنا لحوالي 150,000 فلسطيني. إن كل واحد لديه إنسانية وكرامة فردية ينبغي أن يتم الاعتراف بهما واحترامهما وتعزيزهما.
ومع ذلك، وبعد مرور عامين، وفي الوقت الذي تبدأ فيه محادثات السلام في جنيف وقبل أيام فقط من مؤتمر لندن بشأن سورية، فإن هذه الصورة الصادمة تطرح بعض الأسئلة المقلقة. أين يوجد الآن أولئك الأفراد الذين كانت وجوههم تحدق فينا؟ هل هم على قيد الحياة أم ميتون؟ هل أصبحوا جزءا من جيل ضائع؟ هل تم التخلي عنهم؟ إن غالبيتهم من الفلسطينيين وفوق ذلك فإن محنة هذا المجتمع المهمش قد تم التغاضي عنها وتقزيمها بسبب ضخامة المأساة السورية.
إننا ندين لكل فرد في تلك الصورة ولأنفسنا ولأجيال المستقبل بإيجاد أجوبة لهذه الأسئلة. وبدون تلك الأجوبة، فإن وصمة العار في اليرموك ستبقى دائما في ضمير الإنسانية.