حكومة نتنياهو ” تحديات وأفق مسدود”… المواجهة الرابعة مسألة وقت

راديو موال – اصبح الفلسطينيون الان امام حكومة اسرائيلية يمينية اكثر تشددا و تطرفا بحسب اراء السياسييين و المحللين، فالسؤال ما هي خيارات القيادة الفلسطينية في التعامل مع مثل هذه الحكومة؟ و هل قطاع غزة سيكون امام جولة عسكرية رابعة؟؟ و هل سيكون موقف الدول العربية و الاوروبية ايجابيا في التعامل مع هذه الحكومة؟؟

 
الخبير في الشأن الاسرائيلي د. عمر جعارة أكد في ذات السياق :” ان نتنياهو رئيس وزراء الحكومة الاسرائيلية اليمينية لا يؤمن بالحقوق الفلسطينية، لافتا الى ان نتنياهو قال في خطابه امس ان القدس عاصمة الشعب اليهودي و هي ارض له ولا يوجد حقوق لاي امة من الامم غير حقوق الشعب اليهودي.

ونفى جعارة خلال حديثه مع “دنيا الوطن” ان يكون هناك افق سياسي مع نتنياهو فيما يتعلق بالحقوق الطبيعية و التاريخية و الدينية للشعب الفلسطيني.

و قال جعارة: “قال الرئيس الفلسطيني في احد تصريحاته ان المفاوضات مع الاسرائيليين هي مفاوضات عبثية، حيث ان الاسرائيليين لا يريدون منح ارض فلسطينية بحدود 1967 ولا يريدون اقامة دولة فلسطينية ولا يريدون اعطاء حقوق مدنية ولا تاريخية ولا طبيقية للفلسطينيين”.

و تساءل جعارة متى يكون هناك افقا و املا للتسوية السلمية بين الفلسطينيين و الاسرائيليين؟، و اجاب قائلا: “يكون هناك تسوية سلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين اذا كان للانظمة العربية وزنا على المصالح الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، او ان يسير البيت الابيض على غرار الرئيس الامريكي دوايت ديفيد ايزنهاور عام 1956 او على غرار جيمي كارتر عام 1976”.

و اضاف: “لا يوجد امل في التفاوض الفلسطيني مع الاسرائيليين لانها اصلا ليست مفاوضات فلسطينية اسرائيلية و انما هي مفاوضات فلسطينية امريكية لانها راعية السيادة في الشرق الاوسط”.

و في السياق ذاته اوضح جعارة ان الحكومة الاسرائيلية الحالية هي اخطر الحكومات على فلسطين ، معللا ان من ثوابت الحكومة الائتلافية الحالية هو الاستمرار في الاستيطان ، مشيرا ان حزب البيت اليهودي بزعامة نيفتالي بينت يريد ان يحقق انجازات شخصية في هذه الحكومة من خلال استمرار الاستيطان.

و في الاثناء تساءل جعارة لماذا لا يتوجه الوفد الفلسطيني الى ميثاق روما و محكمة الجنايات الدولية كما يقال في الاعلام العربي ليل نهار؟ ، مجيبا بقوله : “هناك ادلة كثيرة تدين اسرائيل حيث انه على مدار ثلاثة او اربع شهور اصبح هناك من 20 الى 30 شهيدا منهم من حرق كما حصل مع محمد ابو خضير”.

و سرد جعارة اسباب تلكؤ و تباطؤ الوفد الفلسطيني في التوجه الى المحكمة بحسب الاعلام الاسرائيلي بأنه لا يمكن لاي طرف ان يقدم شكوى في محكمة الجنايات الدولية الا اذا كانت دولة و فلسطين ليست دولة و بالتالي فان التهديد الفلسطيني لاسرائيل قد سقط، بالاضافة الى ان اسرائيل و امريكا دول غير موقعة على ميثاق محكمة الجنايات الدولة، على حد تعبيره.

و حول سيناريو تعامل الحكومة الاسرائيلية مع قطاع غزة قال جعارة: ” يقول الجنرالات الاسرائيليين اما ان يكون هناك اعمارا سريعا في قطاع غزة و اما ان تكون هناك جولة عسكرية رابعة، حيث ان المقاومة الفلسطينية في غزة تستعد للمواجهة و ان المسألة هي مسألة وقت”.

و اضاف: ” بحسب الجنارالات الاسرائيليين فان فشل الجولات الثلاثة السابقة اعوام 2008 و 2012 و 2014 سيضعف دويلة اسرائيل في الجولة الرابعة”.

واشار الخبير في الشان الاسرائيلي ان الاعلام و الجنارالات يؤكدون على ان المواجهة العسكرية الرابعة اتية لا محالة، معللا ان ملف الاعمار متلكئ بعوامل من دول المنطقة و بالذات من دويلة اسرائيل التي تعتبر المسئولة الوحدة عن ملف الاعمار حيث انها دمرت و هي التي سوف تعمر.

و لفت جعارة الى ان اسرائيل الان تعمل على اخلاء كافة المستوطنات التي تحيط بقطاع غزة مما يعني ان هناك استعداد كبير من قبل نتنياهو لتحقيق اي انجاز يحفظ ماء وجهه امام الناخب الاسرائيلي.

و في سياق اخر اكد جعارة ان الدول العربية ستتعامل بايجابية مع الحكومة الاسرائيلية معللا ذلك بقوله: “كافة المنظومات العربية لا تتدخل في الشئون الداخلية للانتخابات الاسرائيلية و هم سيتعاملون مع اي رئيس منتخب و نتنياهو رئيس منتخب و بالتالي فانهم سيتعاملون معه كما تعاملوا مع من سبقه، و ذلك احتراما منهم لدويلة اسرائيل و لتثبيت عجزهم امام اسرائيل”.

اما عن موقف الدول الاوروبية و امريكا تجاه الحكومة الاسرائيلية بين ان الموقف الاوروبي تجاه الحكومة الاسرائيلية متقدم بشكل اكبر عن الموقف الامريكي في التعامل مع الحكومة الاسرائيلية.

في المقابل اعتبر جعارة ان الاعتراف المتسارع من قبل مجلس البرلمانات الاوروبية و الذي كان اخرها اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين هو موقف متقدم جدا عن موقف امريكا.

و فيما يخص بموقف اسرائيل من الرئيس الامريكي باراك اوباما اكد د. عمر جعارة ان اوباما قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده تعليقا على الانتخابات الاسرائيلية: “لا يمكن ان يكون هناك حل مع هذه الحكومة فيما يخص بالقضية الفلسطينية”، مشيرا الى ان نتنياهو وصف اوباما بانه رئيس ضعيف ولا يتمتع بشعبية كبيرة في الكونغرس و انه يسيء بالولايات المتحدة الامريكية.