راديو موال : غزة – التقى أعضاء المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني تيسير محيسن ووليد العوض ونافذ غنيم، مع الكادر الحزبي في محافظة رفح بهدف قيم الأوضاع السياسية الفلسطينية وبخاصة ما تعرض له قطاع غزة من عدوان غاشم، وما ترتب عليه من قتل ودمار وتهجير وانعكاسات ذلك على القضية الفلسطينية والمشروع الوطني، وسبل مواجهة الحالة القادمة والتي تنذر بمخاطر عديدة. وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسة من الزيارات تنظمها قيادة الحزب لكافة محافظات قطاع غزة، من اجل الاطلاع على مواقف أعضاء الحزب والاستفادة من تقيمهم وأرائهم لإعداد ورقة تحدد وجهة الحزب القادمة تجاه التطورات على الساحة الفلسطينية .
وقد أشاد أعضاء الحزب بصمود أبناء شعبنا في قطاع غزة أثناء العدوان الإسرائيلي وبما استطاعه من مواجهة على كافة الأصعدة لمواجهة آلة القتل الإسرائيلية التي استهدفت بالأساس ذبح أبناء شعبنا واقتلاعهم من مواقع سكناهم لتجدد واقع النكبة والتهجير التي شكلت جوهر الفاشية الإسرائيلية منذ عام 1948 وحتى الآن، معتبرين أن العدوان استهدف إرباك الحالة الفلسطينية الداخلية من جديد وضرب مشروع الوحدة لإبقاء حالة الانقسام منهلا أساسيا لمخططاته التصفوية، وكذلك إحباط المساعي الفلسطينية دوليا التي حشرت إسرائيل في الزاوية وحققت نجاحات على طريق الاعتراف بالدولة الفلسطينية وبحقوق شعبنا .
وأكد أعضاء المكتب السياسي بان الحكمة السياسية والمسئولية الوطنية كانت تستدعي تجنيب شعبنا هذه المجازر المهولة، وتفويت الفرصة قدر الإمكان على هذه المخطط العدواني الذي كانت تبيت له إسرائيل للخروج من أزمتها ومواصلة مساعيها لتصفية قضية شعبنا، لا سيما وان قرار المواجة لم يكن قرارا وطنيا، وافتقر إلى العديد من مقومات ومتطلبات هذه المواجهة التي يمكن لها أن تحقق نتائج ملموسة لصالح شعبنا باتجاه إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة وتامين حق عودة لاجئي شعبنا .
ودعا أعضاء المكتب السياسي إلى أهمية مراجعة ما جرى وطنيا، وتقيمه بطريقة علمية وجريئة بهدف الاستفادة من نقاط القوة والضعف، والعمل على بناء إستراتيجية وطنية موحدة تضمن الوصول بشعبنا لحقوقه الوطنية بعيدا عن تفرد أي فصيل سياسي بمصير شعبنا أي كان هذا الفصيل، وبضرورة السعي المشترك للبناء على ما تحقق من تفاهمات في القاهرة، وتوقيع اتفاق الشاطيء، وتشكيل حكومة التوافق، ومغادرة مربع الفئوية وتغليب المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح، والتحلل من الارتهان لبعض المحاور الإقليمية التي تستخدم القضية الفلسطينية والدم الفلسطيني بما يخدم أهدافها وأجنداتها .
وأشاد أعضاء المكتب السياسي بالدور الطليعي والمتميز الذي بذله الرفاق في محافظة رفح أثناء العدوان الإسرائيلي، وبمساهماتهم الميدانية في تعزيز صمود أبناء شعبنا والوقوف إلى جانب المهجرين من منازلهم وفي مراكز الإيواء، وما بذلوه من جهد متميز في الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجا وتضررا جراء العدوان الاسرائيلي استنادا لعملية حصر ميداني واسعة قام بها نشيطوا الحزب أثناء العدوان بالتعاون مع جمعية التنمية الزراعية واللجنة الشعبية للاجئين، وكذلك قيامهم بتوزيع آلاف المساعدات دون تمييز على متضرري محافظة رفح، والتى جرى جمعها ضمن حملة “اغيثوا غزة” التي بادر لها الحزب في الضفة الغربية وداخل مناطق لخط الأخضر، كما جرى استعراض القضايا الواجب العمل عليها في المستقبل الراهن وفي مقدمتها كيف للجماهير أن تستعيد قدرتها في التحكم بمستقبلها وقراراها الجماعي والوطني دون أن تبقى رهينة بيد أي كان؟ وكيف يمكن للحزب أن يقف إلى جانب الجماهير في الدفاع عن قضاياها والتصدي لكل ما من شانه زيادة إحباطها وبؤسها والانقضاض على مشروعها الوطني؟ كما أشير إلى ظاهرة الهجرة المتنامية من قطاع غزة للخارج، والى خطورة ذلك ودلالاته وتعبيراته السياسية، مؤكدين على المسئولية الوطنية في علاج الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تنامي هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الكارثية .
وفي الختام قدم العديد من المشاركين بتقديم المداخلات والأسئلة التي أجاب عليها أعضاء المكتب السياسي، مؤكدين على أهمية التواصل الدائم وتبادل الآراء من اجل تعزيز دور الحزب على المستويين السياسي والجماهيري الكفاحي .