التعديات على المباني الاثرية ببيت لحم تهدد بازالتها من “اليونسكو”

برزت في الأونة الاخيرة وخاصة في البلدة القديمة وسط مدينة بيت لحم، تعديات واضحة على المباني الأثرية والتراثية من خلال هدم وازالة اجزاء منها أو البناء فوقها بشكل غير مناسب وهو ما يهدد بإزالتها من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر “اليونسكو” ويهدد القيمة التاريخية والمعمارية والتراثية لبيت لحم.

كان من أبرز تلك التعديات قيام احد المواطنين بهدم واجهـة بناء قديم في شـارع النجاجرة بهدف فتح باب لمحل تجاري، مما استدعى تدخل بلدية بيت لحم والاجهزة الامنية والمحافظة لوقف اعمال الهدم والقاء القبض على الفاعل وإعادة بناء الواجهة المهدومة.

ويعود تاريخ بناء المبنى الذي تعرض للتعدي الى نهاية القرن التاسع عشر وتحديدا مع مطلع عام 1880م.

وحسب الاحصائيات ، فإن ما بين 10% إلى 15% من نحو 1200 مبنى تاريخي واثري في مدينة بيت لحم تم التعدي عليها سواء بالهدم أو البناء غير المناسب.

وفي هذا الجانب قال مدير مركز حفظ التراث الثقافي في بيت لحم عصام جحا “إن اي اضرار تصيب الاماكن التاريخية والاثرية نتيجة تعديات جهات غير مسؤولة سيهدد وجودها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر وسيتم ازالتها من القائمة اليونسكو في حال لم يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف ذلك”.

4df17888_-1

وأوضح جحا أن العديد من المباني القديمة في بيت لحم تم التعدي عليها من خلال اجراء تعديلات أو هدم جزئي داخل أو خارج المباني، مشيرا إلى أن بعض هذه التعديات يمكن للجهات المسؤولة إعادة اصلاحه وهناك تعديات لا يمكن اصلاحها.

وأبدى خشيته من استمرار التعديات على المباني الاثرية والتاريخية في البلدة القديمة في بيت لحم، الأمر الذي سيؤدي الى اختفاء الطراز المعماري الجميل والقديم وتصبح عبارة عن مباني عادية.

ويمتاز الطراز المعماري الموجود في مدينة بيت لحم عن غيره من التصاميم المعمارية الموجود في المدن الفلسطينية الاخرى انه اخذ طابعا دينيا لارتباط المدينة بمولد السيد المسيح – عليه السلام – والديانة المسيحية، وهو ما اعطى قيمة اثرية وتاريخية وثقافية للمباني الموجودة في المدنية.

ومن جانبها أوضحت رئيس بلدية بيت لحم فيرا بابون، أن رفع بيت لحم من لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر لليونسكو يتطلب الحفاظ على “شارع النجمة وكنيسة المهد” وترميمها وتطويرها وهذا لا يشمل فقط تلك المناطق بل يتعدى ذلك الى كافة المنطقة المحيطة بها.

واعتبرت بابون أن المحافظة على المباني التراثية والاثرية الموجودة في بيت لحم هو واجب وطني ونضالي يجب على جميع المواطنين المساهمة به، مناشدة الجهات المسؤولة بوضع قوانين جزائية لردع كل من يحاول الاعتداء على الممتلكات المعمارية والتاريخية والاثرية سواء في مدينة بيت لحم او المدن الاخرى.

4df17888_-2

وأوضحت بابون ان هناك مشروعا يستهدف اعادة تأهيل وترميم وتطوير السوق القديمة في بيت لحم، موضحة أن المشروع سينطلق خلال الشهر الحالي.

ومن جانب اخر، اشار المواطنون في البلدة القديمة إلى وجود اهمال كبير بالنسبة لاعادة ترميم واصلاح العشرات من المباني التاريخية والاثرية التي تعاني من رطوبة وتشققات كبيرة في السقوف، كما أن الترميم يستهدف بعض المباني الخاصة وليس جميع المباني.

ويشار إلى أنه في عام 2006 تمكنت بلدية بيت لحم وبالتعاون مع مركز حفظ التراث من وضع نظام لحفظ المباني الاثرية والتاريخية الموجودة في بيت لحم التي تشمل قرابة 1200 مبنى تاريخي (800 مبنى داخل البلدة القديمة، و400 خارجها).

4df17888_-3

 

وحسب نظام وقانون حفظ المباني الاثرية في بيت لحم فإنه اي تصرف في اي ملك خاصة أو اعادة البناء والتصليح هي لاصحاب الملك الخاص لكن بعد الحصول على موافقة البلدية والتراخيص اللازمة لذلك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القدس دوت كوم