راديو موال – هل يختلف الجناح العسكري لحماس عن شقها السياسي؟
هل يملي الجناح العسكري الذي يواجه الاحتلال ببطولة، على السياسيين، ما يجب التصرف به خلال الحرب العدوانية على شعبنا؟
مثل هذه الأسئلة، قد تلفت أكثر انتباه المحللين، ولكن ما لفت انتباهي صفحة على الفيس بوك تقدم نفسها بانها الصفحة الرسمية لحركة حماس في بيت لحم، ورفعها لشعار غريب، وهو توعدها: “في بيت لحم سيقتل الكُفّار..!!”، جعلني اتساءل اذا كان هناك أي اختلاف بين الجناح العسكري والجناح الاعلامي..! ومن هم الكُفّار الذين سيقتلون..!
ما أعلمه ان حركات التحرر الوطني تقاتل الاحتلال، لدحره، وليس لانه كافر أم لا (حتى في الفقه الاسلامي قبل مفاهيم التحرر الحديثة، يمكن تذكر فتوى ابن تيمية في مقاتلة المغول المسلمين)، وانما لإنجاز التحرير وبناء دولة لكل مواطنيها، يعيش فيها المؤمنون والكُفّار والمحتارون والحالمون والمسلمون والمسيحيون والدروز والبهائيون وكل الملل وما أكثرها في فلسطين، ويمكن هنا استحضار رأي شبيه لواحد من أساطين فكر الاسلام السياسي الحديث وهو سيد قطب، وأقصد اطروحته حول الاسلام والحرية (يمكن مراجعة سِفره: في ظلال القرآن)
من يريد ان يحرر الأوطان فمكانه هنا، أمّا من يريد ان يحارب الكُفّار، فعنوانه بلا شك داعش، أو القاعدة أو باكو حرام..!!
ما لا يدركه سياسيو فلسطين، ان شعبنا، خلال أكثر من 100 عام من نضاله، قدم بسخاء، للفصائل الفلسطينية، ولكنه لم يعطها شيكا على بياض، وإنما دعمه لها، كان دائما مشروطا بقربها من أهدافه التحررية.
نعلم الان، من خلال وثائق المخابرات، ان احزابا يسارية وقومية كانت اكبر من الإخوان المسلمين في الستينات (أمنون كوهين، الأحزاب السياسية في الضفة الغربية في النظام الأردني بين (1949- 1967)، وكان لها حضور قوي في السبعينات والى حد كبير في الثمانينات، ولكن بعضها تضاءل منتظرا الموت الذي لا يأتي بفضل دعوات وهبات منظمة التحرير الفلسطينية.
ما يجري خلال المعركة البطولية للمقاومة في غزة، أشياء قد تبدو عجيبة مثل الشعارات التي تُردد في المظاهرات التي تدعو لها وتقودها خصوصا حركة حماس مثل “خبير خيبر يا يهود..”، وكأنه لم يوجد في تاريخنا وثيقة المدينة المنورة نصت على ان المسلمين واليهود (بما فيهم يهود خيبر الذين يتم استحضارهم بدون سبب) في المدينة أمة واحدة..!
الارتقاء بالشعار السياسي والهتافات ضورة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتكون على مستوى المعركة التي يخوضها شعبنا الان، وهو فخور بحلفائه من كُفّار أميركا اللاتينية، ويشعر بالتقزز من المتآمرين عليه من المسلمين العرب الذين يحيطون به..!!