“يونيسيف”: 400 ألف طفل من غزة أصيبوا بصدمة ويواجهون مستقبلا قاتما

راديو موال – قالت رئيسة المكتب الميداني الذي تديره منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في غزة بيرنيل ايرنسايد، إن أكثر من 400 طفل قتلوا في هجوم اسرائيل على القطاع وأن نحو 400 ألف أصيبوا بصدمة ويواجهون مستقبلا “قاتما للغاية”.

وأضافت ايرنسايد التي ترأس مكتبا ميدانيا تديره “يونيسيف” في غزة، إن إعادة بناء حياة الأطفال ستكون جزءا من جهد أكبر بكثير لإعادة بناء القطاع بمجرد ان يتوقف القتال بصفة دائمة.

وتابعت: كيف نتوقع أن يهتم الآباء بأبنائهم ومن يرعى الأطفال ومن يقوم بتربيتهم بطريقة إيجابية وتنشئتهم عندما يكونون هم أنفسهم غير قادرين على الحياة كبشر؟ هناك أناس فقدوا كل أفراد العائلة في ضربة واحدة.

وقالت ايرنسايد عبر مكالمة هاتفية وهي تتحدث في مؤتمر صحافي للأمم المتحدة في جنيف “كيف يمكن لمجتمع أن يتعامل مع هذا؟”.

وفي آخر إحصائية لضحاية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، استشهاد 423 طفلًا من بين 1875 شهيدًا، أي ما يشكل نسبة 40% من الشهداء.

وحتى قبل أحدث أعمال عنف كان أطفال غزة يدرسون على فترات بسبب نقص المدارس وتخرجوا الى سوق عمالة يعاني فيه 59 في المئة من البطالة.

وقالت ايرنسايد، وفق ما نشرته “رويترز”: إذا كنت في السابعة فإنك تكون عشت حربين سابقتين، وأحدث تصعيد كان أسوأ من حرب 2008-2009 و2012.

وأردفت “إنه شيء غير عادي ان تعيش في هذه الأوضاع وتبقى على قيد الحياة وتشهد استخدام أسلحة مدمرة بطريقة غير معقولة تقوم بتقطيع أوصال الناس بعمليات بتر وتشويه مروعة وتمزق الناس إربا أمام عيون الأطفال وأمام الوالدين أيضا”.

وتشير تقديرات “اليونيسيف” إلى أن نحو 373000 طفل أصيبوا بنوع من التجربة الصادمة المباشرة ويحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي.

وقالت ايرنسايد: هذا جهد لا يعقل القيام به ومهمة ضخمة للغاية بالنسبة للفرق التي وصلت بالفعل على الأرض. لكن بالطبع نحن ملتزمون بالسعي للقيام بهذا العمل على مدار الشهور والسنين التي يحتاجها إنجاز ذلك.

وأشارت إلى أن موظفي الأعمال الانسانية يعملون بكل طاقتهم، لافتة إلى الدمار الذي أحدثته إسرائيل في إمدادات الطاقة الكهربائية التي تسببت في تفاقم وضع إمدادات المياه الخطير بالفعل من خلال وقف تشغيل منشآت ضخ المياه.

وقالت ايرنسايد: توجد كمية محدودة للغاية من المياه متاحة. وهي تستخدم في الشرب، ما يعني أنه لا توجد مياه كافية للأغراض الصحية.. نرى أطفالا يأتون من ملاجئهم وهم مصابون بالجرب والقمل وكل أنواع الأمراض المعدية.

وأكدت أن “الأمر الأسوأ هو أنه خارج الملاجئ معظم الناس لم يحصلوا على مياه من مصدر الإمدادات لأسابيع عدة. وهم في حالة مروعة من حيث القدرة على الحصول على أي نوع من مياه الشرب النقية غير الملوثة بالصرف الصحي”.

وقدرت ايرنسايد أن يتطلب إيواء العائلات التي دمرت منازلها تكلفة تتراوح بين 40 و50 مليون دولار في العام القادم وهو مبلغ ضئيل من اجمالي تكاليف إعادة الإعمار.