خاص براديو موال- شمس الحرية تسطع في سماء مخيم الدهيشة – بيت لحم ،تزغرد وتهلل استقبالاً باليوم الأول الذي يعانق فيه عميد اسرى بيت لحم عيسى عبد ربه الحرية الذي أطلق عليه هذا اليوم مانديلا فلسطين ،بعد صموده ثلاثون عاماً في سجون الإحتلال وبعدما عانى ويلات العزل الانفرادي و الممارسات الاسرائيلية الجاحدة و التنقل بين السجون. هذا الأسير الذي أصيب بحالة اختناق قبل نحو عامين خلال اقتحام الوحدات الخاصة لقسم 10 في سجن ايشل ،اليوم يخط حياته الجديدة بين أمه و أخوته و أحبائه الذين استقبلوه بحرارة ..يعانق طيف الحرية الذي كان على أمل معها على الدوام. الزميل داني قمصية و الزميلة حنين عايش قصدوا مخيم الدهيشة هذا اليوم للتحدث مع الأسير و أهله..حيث تحدثت الزميلة عايش بداية مع زوجة أخيه قائلة هذا اليوم يوم نصر للشعب الفلسطيني ،انتظرناه بفارغ الصبر،لم تلبث أن تتحدث الا ودموعها رسمت لنا مكان بيته لنتحدث اليه،لكنه الآن ليس متواجداً في المخيم..انه الآن يزور قبر أبيه الذي فارق الحياة دون أن يودعه أو يخطف منه قبلة الوداع الأخيرة. تحدثنا الى أمه التي قالت بأنها تشعر و كأنها في حلم،كانت تتمنى أن يتحقق منذ أول يوم خطفته منها الأيادي الأسرائيلية الجبانة.تمنت هذه الوالدة العظيمة أم هذا الرجل العظيم الحرية لكافة أسرانا البواسل وأن لا تتذوق الأمهات حسرتها التي ذاقتها على مر ثلاثون عاماً. تحدثنا الى أخيه الذي قال بأنهم كانوا دائمين الخوف على حياة ابنهم الذي يعاني العديد من الأمراض،وقال بأنه يتمنى أن تبيض سجون الإحتلال من جميع الأسرى الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذا الوطن العظيم. تقدم الأسير بخطوات الكرامة الى بيته عائداً من قبر والده وسط زغاريد أمهات الأسرى المحكومين بالمؤبدات و الحكم الإداري الجائر ووسط هتافات الجماهير التي تعالت صيحاتهم بالتمجيد و التكبير ،تحدثنا اليه وقد كان منهكاً من التعب ويود تناول الفطور مع والدته..في هذا المشهد الذي تقشعر له الأبدان ،وهو يمرر لقمة من الطعام الى فم أمه التي تحتفل بهذا الحلم الذي أصبح واقعاً. قال مانديلا فلسطين الأسير عيسى عبد ربه بأنه لم ينقطع الأمل في عروقه البتة،وبأنه يشكر الله على الحرية التي يتذوق طعمها لأول يوم ،كما وتقدم بشكره الجزيل للرئيس أبو مازن الذي أنصف الأسرى و فرح عائلاتهم،وشكر كل الشعب الفلسطيني و أبناء بيت لحم الذين احتفوا به و احتضنوه بعد وجع الغياب.