راديو موال –
وكانت الوكالة الفدرالية الروسية بين عدة وكالات دولية عملت على نبش رفات عرفات في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
وقد نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن رئيس الوكالة الفدرالية للتحاليل البيولوجية قوله انه يشكك في التقرير الذي نشر في مجلة ذي لانسيت الطبية البريطانية في نهاية الاسبوع وورد فيه ان خبراء سويسريين عثروا على اثار بولونيوم على ثياب عرفات.
وقال المسؤول فلاديمير ويبا لانترفاكس “من المستحيل ان يكون عرفات تعرض لتسميم بمادة البولونيوم. الخبراء الروس الذين حللوا (العينات) لم يعثروا على اثار هذه المادة”.
واوضح ان الخبراء الروس ابلغوا بانتظام وزارة الخارجية بتقدم ابحاثهم. لكن الوكالة الفدرالية سارعت الى نفي ان يكون ويبا ادلى بهذه التصريحات لانترفاكس.
وقال متحدث باسمها لوكالة فرانس برس عبر الهاتف وهو يتلو بيانا رسميا “لم ننشر اي نتائج رسمية لتحقيقنا”. واضاف “نحن لم نؤكد علنا كما لم ننف تقارير اعلامية حول وجود بولونيوم على الاغراض الشخصية لعرفات ام لا”.
واضاف “لم يحصل اي اتصال” وذلك ردا على سؤال حول تصريحات مدير الوكالة التي اوردتها انترفاكس. لكن وكالة الانباء الروسية اصرت على معلوماتها.
وقال مساعد مدير القسم السياسي في الوكالة رافضا الكشف عن اسمه “الصحافي وانا كنا جالسين في وجه اويبا وهذا ما قاله”.
من جانب اخر قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية انه يعود الى الجانب الفلسطيني اعلان النتائج حول تقارير الخبراء.
وقال المصدر كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للانباء “ان موقفنا هو نفسه، السلطات الفلسطينية يمكنها ان تنشر المعلومات” حول نتائج التحقيق.
وكان مقال نشر في مجلة ذي لانسيت الطبية البريطانية اورد نتائج تحاليل اجراها خبراء سويسريون عثروا على اثار بولونيوم 210 (مادة مشعة سامة جدا) ما اعاد تحريك فرضية تسميم الزعيم الفلسطيني الذي توفي في 2004 في مستشفى عسكري فرنسي في بيرسي قرب باريس.
وساهم وثائقي بثته قناة الجزيرة في تموز/يوليو 2012 في تغذية هذه الفرضية مؤكدا ان الخبراء السويسريين عثروا على اثار لهذه المادة على الاغراض الشخصية لعرفات (الملابس الداخلية وفرشاة الاسنان والملابس الرياضية).
واكد العلماء شكوكهم في المجلة واستنتجوا “احتمال” حصول مثل هذا السيناريو.
وكتب الخبراء في معهد لوزان للفيزياء الاشعاعية في المقال الذي نشرته المجلة الطبية البريطانية “اظهرت عدة عينات تحتوي على آثار سوائل جسدية (دم وبول) وجود اشعاعات اكثر ارتفاعا غير مبررة بمادة بولونيوم 210 مقارنة مع العينات المرجعية”.
والتقرير الطبي المتعلق بياسر عرفات لدى وفاته لا يستثني فرضية التسمم بمادة البولونيوم 210 بحسب هؤلاء الخبراء.
والنتائج الرسمية للخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس لم تصدر بعد.
وبعد الوثائقي الذي بثته الجزيرة رفعت ارملة عرفات سهى شكوى امام القضاء الفرنسي الذي امر في حينها بنبش رفات الزعيم الفلسطيني وهذا ما حصل في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
وتم توزيع ستين عينة لتحليلها بين فرق المحققين الثلاثة السويسرية والفرنسية والروسية وقام كل فريق بعمله على انفراد من دون اي اتصال بالفريق الاخر.
ويتهم العديد من الفلسطينيين اسرائيل بتسميم عرفات وهو ما تنفيه إسرائيل على الدوام.
وتوفي عرفات عن 75 عاما في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس الى حيث نقل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر بعد ان عانى من الام في الامعاء من دون حرارة في مقره العام برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول/ديسمبر 2001. ولم تطلب ارملته سهى تشريح الجثة.
والتقرير الطبي الفرنسي الذي نشر في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 اشار الى التهاب في الامعاء ومشاكل “جدية” في تخثر الدم لكنه لم يكشف اسباب الوفاة.
والبولونيوم 210 استخدمت لتسميم في 2006 الكسندر ليتفينينكو العميل السابق في الاستخبارات الروسية الذي لجأ الى لندن.