مؤتمر علمي في جامعة بيت لحم يناقش تأثير الأزمات على الصحة النفسية ورفاهية العاملين والطلبة في المجال الصحي
عقدت كلية طارق أحمد الجفالي للتمريض والعلوم الصحية في جامعة بيت لحم يوم الثلاثاء، 3 كانون الأول 2024، مؤتمرًا علميًا بعنوان “تأثير الأزمات على صحة ورفاهية مقدمي الرعاية الصحية وطلاب العلوم الصحية”، بحضور نحو 100 ممثل من المؤسسات التعليمية والصحية المختلفة، بما في ذلك وزارة الصحة الفلسطينية، المجلس الفلسطيني للتمريض والقبالة، المستشفيات الحكومية والخاصة، ووكالة الغوث، بالإضافة إلى مشاركة 250 طالبًا وطالبة من كلية التمريض والعلوم الصحية في الجامعة.
بدأ المؤتمر بوقفة صمت اكرامًا للشهداء والنشيد الوطني الفلسطيني، تلاها كلمة افتتاحية من الأخ الدكتور إرنان سانتوس، نائب الرئيس الأعلى للجامعة، الذي أكد على أهمية تعزيز المرونة الفردية والمجتمعية لمواجهة الأزمات، مشيرًا إلى أهمية التحدي والصمود في ظل الظروف الحالية، منوهًا الى أهمية تعزيز آليات الصمود والتحدي على المستوى الفردي والمجتمعي.
في كلمته، أوضح الأستاذ ناجي أبو علي، رئيس المؤتمر والمحاضر في كلية التمريض، أهمية هذا الحدث في ظل الأوضاع التي تعيشها فلسطين، مشيرًا إلى تداعيات الحرب على القطاع الصحي في غزة، والتي أدت إلى انهيار المنظومة الصحية واستهداف الطواقم والمستشفيات. ودعا أبو علي إلى توفير بيئة داعمة للموظفين من خلال برامج تعزز المرونة، الدعم النفسي، وتحسين التواصل. كما شكر أبو علي، عميدة كلية التمريض الاستاذة سلام عواد على جهودها في تشجيع الطلبة والأساتذة على الاستمرار في التطوير على مختلف المستويات.
البروفيسور إيمان السقا، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، أكدت أن التخصصات الطبية تتجاوز كونها مجرد مهن لتقديم الرعاية الصحية، مشددة على ضرورة وجود مراكز تقدم الدعم النفسي للطلبة والعاملين، معبرة عن أملها بأن يكون هذا المؤتمر بداية للتغيير.
من جانبه، أشار الأستاذ قصي عصبة، مدير قسم البحوث والتعليم المستمر في وزارة الصحة الفلسطينية، إلى أهمية مهنة التمريض كركيزة أساسية للنظام الصحي، مبرزًا دور الجامعات الفلسطينية في إعداد الكوادر الطبية المؤهلة لمواجهة التحديات.
وأعرب الأستاذ إبراهيم نمورة، رئيس المجلس الفلسطيني للتمريض والقبالة، عن فخره بالمشاركة، مشددًا على أهمية دور النقابة في دعم هذه المهنة في ظل التحديات الراهنة.
كما ألقت الطالبة نسرين الحمامرة، ممثلة عن طلبة السنة الرابعة، كلمة مؤثرة أشادت فيها بتجربتها مع مساق الإدارة، الذي علمها مهارات التنظيم والتفكير الإبداعي، وشكرت الأستاذ ناجي أبو علي على دعمه المستمر للطلبة.
من الجدير ذكره أن طلاب مساق الادارة في السنة الرابعة في كلية التمريض هم المسؤولون المباشرون عن الترتيب والتنسيق لهذا المؤتمر بإشراف مدرس المساق، الاستاذ ناجي أبو علي.
وأعلن المتحدث الرئيسي في الجلسة الافتتاحية الدكتور أحمد الفسفوس، أستاذ علم النفس العصبي في الجامعة، وعميد الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة بيت لحم، عن افتتاح أول مركز في فلسطين لعلاج اضطرابات الأطفال النمائية في الجامعة، مما يمثل خطوة هامة في دعم الصحة النفسية للأطفال.
شهد المؤتمر حلقات نقاشية أدارها خبراء في المجال، بقيادة الدكتورة سلام الخطيب، رئيسة قسم الدراسات العليا لكلية المهن الصحية في جامعة القدس. تميزت هذه الحلقات بتقديم خمس محاضرات متنوعة ومثرية، حيث بدأ الأستاذ عنان غباش بمناقشة موضوع الإسعافات الأولية النفسية، تبعته الدكتورة منيرفا جرايسة، محاضرة في جامعة بيت لحم، التي تناولت أهمية المرونة النفسية ودورها في التخفيف من الضغوط النفسية. بعدها قدمت الأستاذة عطاف مقبول، محاضرة في جامعة بيت لحم، عرضًا حول إدارة الأزمات ودور الجامعات المتطور في تعزيز المرونة والاستجابة. كما ألقى الأستاذ إبراهيم حلوة، رئيس قسم الجودة في مستشفى المقاصد، محاضرة تناولت تأثير الصحة العالمية على جودة الرعاية الصحية وسلامتها. اختتمت الأستاذة لميس غريب من مستشفى الكاريتاس الجلسات بمناقشة استراتيجيات تخفيف التوتر ودور العقل الباطن في تعزيز الصحة النفسية.
اختتم المؤتمر بجولة في الأنشطة والزوايا التي نظمها طلبة التمريض والعلاج الطبيعي والوظيفي، حيث تضمنت فعاليات للتخفيف من الضغوط النفسية والتوتر. وانتهت الفعالية بوجبة غداء في كلية إدارة الفنادق.
يُعد هذا المؤتمر خطوة رائدة لتعزيز دور الجامعات الفلسطينية في مواجهة الأزمات ودعم الكوادر الطبية على الصعيدين الأكاديمي والعملي.