راديو موال:وكالات:- سيكون اليساري غوستافو بيترو، الذي كان في أحد الأيام عضوا في حركة إم-19 المتمردة، الرئيس المقبل لكولومبيا بعد فوزه على قطب الأعمال رودولفو هيرنانديز في انتخابات الرئاسة التي أجريت يوم الأحد.
وأظهرت أرقام من مكتب التسجيل الوطني أن بيترو، عضو مجلس الشيوخ الحالي ورئيس بلدية سابق للعاصمة بوغوتا، حصل على 50.8 في المئة من الأصوات بينما حصل هرنانديز على 46.9 في المئة.
وكتب الرئيس الحالي إيفان دوكي عبر تويتر يوم الأحد “اتصلت بجوستافو بترو من أجل تقديم التهنئة له بصفته الرئيس المنتخب للشعب الكولومبي”.
وأضاف “اتفقنا على الاجتماع خلال الأيام المقبلة لبدء انتقال منسجم ومؤسسي وشفاف”.
ويعد انتخاب بترو بمثابة المرة الأولى التي يحصل فيها يساري على مفاتيح القصر الرئاسي في الدولة المحافظة تقليدياً، حيث أن السياسات اليسارية لها سمعة سيئة طويلة الأمد بسبب عنف الميليشيات اليسارية التي غذت الصراع المسلح في كولومبيا على مدى 52 عاماً.
وقال بترو إنه يخطط لتعزيز السلام في البلاد، وكبح استغلال الموارد الطبيعية للبلاد، وتعزيز السياحة، وزيادة الضرائب على الشركات الكبرى.
وتنضم الأفريقية-الكولومبية الناشطة في مجال حقوق الإنسان والبيئة، فرانسيا ماركيز، إلى بترو بصفتها نائبة للرئيس المنتخب.
وقادت ماركيز حملة ضد التنقيب غير القانوني عن الذهب في منطقة كاوكا بكولومبيا، حيث عانت المنطقة بشكل خاص من عنف حرب العصابات، كما تلقت عدة تهديدات بالقتل بسبب نشاطها. وفي عام 2018، حصلت على جائزة غولدمان البيئية المرموقة عن حملتها.
وكان نحو 20 مليون شخص قد أدلوا بأصواتهم في جميع أنحاء البلاد.
ولم يسعف الظهور المتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ”تيك توك“، رجل السياسة الكولومبي المستقل، رودولفو هيرنانديز، للوصول إلى سدة الرئاسة.
ووفق صحيفة ”لوموند“ الفرنسية، فإن ”رودولفو هيرنانديز“، الذي يوصف بـ“عجوز تيك توك“، يعد ظاهرة لافتة في الأوساط السياسية في كولومبيا، ونجمًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ إنه شخص مستقل، دون حزب أو برنامج انتخابي، كما أنه قام بحملته الانتخابية عبر منصة التواصل ”تيك توك“ ولكن ذلك لم يمنعه من أن يكون واحدًا من متصدري نوايا التصويت، ومرشحًا بارزًا لرئاسة كولوبيا.
وقالت الصحفة الفرنسية إن ”رودولفو“ الذي يطلق على نفسه اسم ”المهندس“ يتقبل بابتسامة عريضة لقب ”العجوز الصغير في تيك توك“، ومع أنه دون حزب سياسي يدعمه، فقد وصل إلى المركز الثاني في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الكولومبية، في 29 مايو/أيار الماضي، بحصوله على 28.2% من الأصوات“.
ووفقًا للصحيفة، لم يكن لدى المرشح المستقل أي فرصة للفوز، وقد تجنب رودولفو هيرنانديز المناظرات التلفزيونية، واختار تركيز حملته على شبكة الشباب المفضلة ”تيك توك“، ما مكنه من تحقيق نجاح مذهل“.
وحقق غوستافو بيترو نسبة 40.2% من الأصوات في الجولة الأولى وحصل على المركز الأول، في سابقة تاريخية في هذا البلد الذي كان يحكمه اليمين.