راديو موال :-بيان صادر عن التجمع الوطني للفعاليات المسيحية – فلسطين
الى جماهير شعبنا العظيم على امتداد وطننا الغالي ، الى قياداتنا الوطنية في منظمة التحرير الفلسطينية ، الى السلطة الوطنية الفلسطينية ، الى كل حر شريف في فلسطين الحبيبة .
نخاطبكم اليوم وكلنا امل ان يلقى خطابنا اذان صاغية وروح مسؤولة وعقولًا تستشعر خطورة ما جرى ويجري في وطننا، نخاطبكم بعد ان طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.
ان الاعتداء الاثم والجبان والذي تفوح منه رائحة العمالة والعنصرية النتنة، والذي لا يمكن النظر اليه الا بكونه اعتداءً مبيتً ومخطط له لضرب السلم الاهلي والنيل من الاب يوستينوس، راعي كنيسة بئر يعقوب في مدينة نابلس، والذي خدم في عدة اديرة وكنائس واعطى مثالًا رائعًا لاندماج الكنيسة في المجتمع المحلي وخدمة مواطنيه بكافة اطيافهم، كجزء من خدمة الوطن فلسطين.
يأتي هذا الاعتداء الغاشم كجزء من سلسلة الاعتداءات التي بدأها غلاة المستوطنين الذين سقطت محاولاتهم المتكررة والخطيرة في احتلال الدير امام صمود الرهبان والاباء الاجلاء ورعاة الكنيسة والدير، اولئك الذين قدموا ذبيحة مقدسةً على اعتاب هذا الدير عندما تمكن قطيع من المستوطنين من تقطيع اوصال راعي الدير السابق، الكاهن القديس فيلومينوس، واذ ارتقى شهيداً تحت وقع فؤوس وبلطات الصهاينة المجرمين. فصمد الدير والاب الارشمندريت يوستينوس امام كل تلك المحاولات، وضرب مثالًا رائعًا في كيف يمكن للكنيسة ان تشارك في الجهد الوطني قولًا وعملا. فان غاب عن هواة القيادة والسياسة والمناصب العلم بمآثر الاب يوستينوس، فعليهم الرجوع الى الشرفاء من ابناء شعبنا، قادة العمل الوطني ابان الانتفاضة الاولى الذين سيخبرونكم كيف كان الدير ليس عنوانًا للتضامن لاسناد الاسر المستورة في مخيم بلاطة الصمود وفي حواري نابلس المناضلة، بل ملاذًا للمطاردين من ابناء شعبنا الشرفاء، والذين جازف الاب يوستينوس بحياته لضمان امنهم ومواصلتهم شرف النضال ضد المحتلين الصهاينة الغزاة.
لم تتوقف محاولات المستوطنين ومساعيهم لاحتلال الدير والاعتداء على الكنيسة وراعيها حتى هذه اللحظة، بل ان فشل الهجوم المباشر على الدير والكنيسة وراعيها دفع الاحتلال ومستوطنيه الى استخدام ادوات رخيصة من حثالة شعبنا للانابة عن قطعان المستوطنين واجهزة امن الاحتلال في محاولة ارهاب الاب يوستينوس والاعتداء على الكنيسة وممتلكات الدير والمس بالسلم الاهلي واظهار مجتمعنا الفلسطيني كقطيع من المتعصبين العنصريين، اذ ان ذلك يعتبر اخطر من قتل كاهن او تخريب كنيسة. فقد تواصَلَ الاعتداء على الكنيسة وعلى الاب يوستينوس عديد من المرات، والاجهزة الامنية للسلطة الفلسطينية على علم تام بذلك ولم تتوقف الاعتداءات ولم تتخذ اجراءات ذات مغزى لتشعر الفلسطيني المسيحي وكل فلسطيني غيور بانه ابن البلد وليس نكرةً ولا يهمنا امره.
امام هذا الخطر الداهم، والتغاضي الفاضح عن الاعتداءات المتكررة على الكنيسة والاب يوستينوس، ودرءً لخطر التشرذم الاجتماعي والتهديد الجاد للسلم الاهلي، ومنعا لاستغلال مثل هذه الجرائم من قبل المفسدين في الارض والمصطادين في المياه العكرة الذين يسعون لاظهار شعبنا بانه قطيع من العنصريين الرافضين للتعددية الدينية والثقافية، لكل هذا وغيره فاننا نهيب بشعبنا العظيم ، شرفاء امتنا، ومناضلينا الذين تعنيهم الصورة المشرقة لشعبنا المعذب العظيم، نهيب بورثة التآخي الذي طالما تغنى به الشهيد ابو عمار، وورثة عنفوان القائد الحكيم، واحفاد القسام والشقاقي وفؤاد نصار وحواتمة وكل قادتنا الشرفاء، نهيب بكم ان تقفوا وقفة حق في وجة اذناب الاحتلال وادواته، وان تسدوا منافذ الشقاق والفرقة والخيانة، فاقبضوا على رؤوس الفتنة ومنظِّريها كي يكون لنا شأن وكي يتعزز الانتماء ونبني سويًا ثقافة المواطنة الصادقة القابضة على جمر الانتماء رغم كل المؤامرات.
ان الاختبار الحقيقي لمصداقية استنكار الاعتداء على الاب يوستينوس وكنيسة ودير بئر يعقوب اليوم هو ان نرى المجرمين تحت سيف العدالة. فلو كان الاعتداء على بنك او صراف نقود او صائغ لما بزغ الفجر قبل القبض على المجرمين.
”من له اذنان للسمع فليسمع”
التجمع الوطني للفعاليات المسيحية-فلسطين