راديو موال:-بيت لحم-أفراتا-رغم هبوط الظلام، إلّا أن الفنان تقي سباتين، أصرّ على إنهاء جداريته، على جدار الفصل الاحتلالي في بيت لحم، تزامنا مع مراسم دفن جورج فلويد في هيوستن.
صعد مرة أخرى على السلم الطويل، بينما ساعده آخر بتثبيته، ليضع لمسات أخيرة على جدارية فلويد التي تزيد طولاً عن سبعة أمتار، ولكن اللمسات بدت انها لا تنتهي، فأعاد الصعود مرارًا، لتخرج الجدارية كما أراد.
في كنيسة بعيدة عن بيت لحم، شُيع فلويد، الذي أصبح رمزا للنضال ضد العنصرية الأميركية، بعباراته: “لا أستطيع التنفس” وفي زقاق ضيق لم يكف سباتين عن تسلق الجدار الاحتلالي، العنصري، الفاصل بين أشهر مدينتين ارتبطتا بميلاد السيد المسيح، وقيامته، والذي يخنق الفلسطينيين، محاولاً منعهم من التنفس.
تلطخت ملابس سباتين بالدهان، وبدت مظاهر الإجهاد عليه، ولكنه عندما نزل عن السلم للمرة الأخيرة، كان قد أنجز مهمته، وبدا راضيا، وحجز مكانة لفوليد على الجدار المزدحم بالرسومات والرموز.
قال سباتين، بأنه أراد بعث رسالة من هذا المكان، إلى أمكنة العالم المختلفة، متأثرا بالظروف التي قضى فيها فلويد.
وأضاف: “لقد تعاملوا معه كالحيوان، لقد قضى في وضعية مؤلمة، مؤذية للجنس البشري. حرموه من التنفس، حتى الحيوان نرفض أن يُتعامل معه بهذه الطريقة”.
الربط بين ما يجري في فلسطين، وهناك في أميركا، كان حاضرا في ذهن سباتين: “في بلادنا يتعرض كثيرون لحالات تشبه ما تعرض له فلويد، فلا يستطيعون التنفس، رأينا ذلك في باب العمود في القدس، وفي باب الزاوية في الخليل، وفي يافا وحيفا، إنها نفس العنصرية، التي ربما ستؤدي إلى القضاء على البشرية وتدمر الحضارات”.
وأضاف: “لقد رسمته على الجدار، الذي يمثل أبشع مظهر للاحتلال، والتمييز العنصري، الذي فصل الناس عن الناس، والأرض عن الأرض، والمدن عن المدن”
وانجاز جدارية فلويد، ليست العمل الفني الأول لسباتين في الفضاءات العامة، فخلال جائحة كورونا، خرج سبايتن إلى شوارع قريته حوسان، غرب بيت لحم، لينجز جداريات، تضفي مرحا، وتدخل الفرح على نفوس مواطنيه، وشوهد أكثر من مرة، في ساعات الفجر، وهو يخط على الجدران.
وعلى بعد أمتار من جدارية سباتين، رسم فنان، لم يعلن عن اسمه جدارية أصغر لفلويد على نفس جدار الفصل، بمحاذاة الجيب الاحتلالي قبة راحيل.
وأراد هذا الفنان، من جداريته، بعث رسالة تضامن من شعبنا الذي يعاني من الاحتلال والعنصرية، إلى المضطهدين في أميركا.
وتجاور هذه الجدارية، جداريات أخرى للشهيدة الممرضة رزان النجار التي قضت شهيدة في غزة، والفتاة عهد التميمي.