راديو موال : لا نوم، خوفٌ، منع تجوال، تحطيم ممتلكات، رقصات صاخبة، شعارات عنصرية، إلقاء حجارة على المنازل، الاعتداء على كل من هو خارج منزله، هذه المشاهد ليست مشهداً سينمائياً في أفلام الأكشن، بل في قرى فلسطينية تتعرض للإرهاب المنظم بحراسة جيش دولةٍ تدعي الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.
أهالي قرى كفل حارس وحارس وديراستيا وقيرة يتعرضون لانتهاكات بالجملة جراء اقتحام المستوطنين المقامات الاسلامية في قرية كفل حارس، ويحتاجون إلى حماية من مستوطنين يهددونهم بالقتل.
عصام ابو يعقوب، رئيس المجلس المحلي لقرية كفل حارس، يقول في لقاء معه: “المقامات الموجودة في قريتنا إسلامية، والدليل ما يوجد فيها من محاريب باتجاه القبلة وطريقة البناء التي تتبع فن العمارة الإسلامية، وادعاء المستوطنين بأنها يهودية باطل تاريخياً وواقعياً، وفي كل اقتحام نصبح جميعاً رهائن للمستوطنين، فطقوس الاقتحام الجماعي تبدأ باقتحام جيش الاحتلال لتأمين اقتحام المستوطنين، ثم تكون الساعات الحاسمة والمرعبة عند بدء اقتحام المستوطنين، حيث يفرض منع التجوال على جميع أهالي القرية، وتشل الحركة ويتم الاعتداء على كل مواطن يصادف وجوده اقتحام المستوطنين، وقبل وصولهم للمقامات الاسلامية تلقى الحجارة على المنازل، ويتم تخريب الممتلكات وعدادات المياه بشكلٍ متعمد، وُتطرق أبواب المنازل لإرهاب المواطنين بداخلها ويطلقون الشتائم والرقصات الصاخبة وسط القرية، وتُكتب الشعارات الإرهابية والاستفزازية، ويبقى الحال بهذه الوضعية المرعبة عدة ساعات حتى ينتهي اقتحامهم، وتكون الخسائر كثيرة على الصعيدين النفسي والمادي معاً”.
ويضيف أبو يعقوب: “لو يحصل هذا الإرهاب بالقرب من مستوطنة لقامت الدنيا ولم تقعد، فيما نحن نعيش الإرهاب بعينه ولا يحرك أحد ساكناً، وأنا أُطالب بحماية لنا من إرهاب المستوطنين الذين يقتحمون القرية بهدف التخويف والتهديد بالقتل وتخريب الممتلكات، فهم لا يقتحمون القرية بشكل سري، بل بتنسيق مع جيش الاحتلال الذي يقوم بتأمين اقتحامهم وانسحابهم، ونبقى نحن رهائن اقتحامهم، وأي حالة إنسانية، سواء مرضية أو حالة ولادة، لا تستطيع الوصول إلى المركز الصحي في القرية، لأن منع التجوال يغلق كل ما في داخل القرية بشكل كلي، وتصبح الحياة معدومة مع استمرار اقتحامهم بالآلاف، وتتسلل أصواتهم إلى منازل المواطنين لتزيد من تخوفهم وقلقهم”.
الشيخ عمر سمارة، رئيس مجلس قرية حارس القريبة من قرية كفل حارس، يقول: “لا يقتصر إرهاب المستوطنين عند اقتحامهم قرية كفل حارس على القرية ذاتها، فجيش الاحتلال يغلق المدخل الشرقي للقرية، ويتم إغلاق المنطقة أسفل الجسر ووضع حاجز عسكري بين القريتين، وتبقى جميع القرى تحت الاستنفار والتعزايزات العسكرية الإسرائيلية، ونشعر بأننا في حالة حرب، فالأجواء تكون مشحونة، ومركبات المستوطنين التي تسير داخل قرانا تحمل بداخلها قتلة يتوعدوننا بالقتل والطرد من المكان، فنحن في هذه المنطقة كمن يعيش في جحيم لا يطاق وكابوس مرعب، فلا إرض بقيت، ولا مقدسات سلمت، والأمن مفقود، وحياتنا كالقابض على الجمر”.
ويضيف سمارة: “نحن نطالب كل المؤسسات والجهات بأن تتدخل خوفاً من وقوع ما لا يُحمد عقباه، ففي كل اقتحام يزداد منسوب التهديد بالقتل من قبل آلاف المستوطنين، الذين يُسخرون كل إمكانياتهم البشرية للتواجد داخل قرانا بحجة الصلاة، فأي صلاة ترافقها أعمال تخريب وتخويف وإلقاء حجارة وإغلاق مناطق وشل حياة، فهذه ليست صلاة، بل حرب بذريعة الصلاة في مقامات لا صلة لهم بها دينياً وتاريخياً”.
ويرجع أسباب الاستهداف للمقامات الدينية التاريخية إلى أغراض استيطانية بغلاف أيديولوجي وسياسي وديني، بادعاء أن هذه الأماكن تخصهم منذ قديم الزمان، تمهيداً لطرد المواطنين الفلسطينيين.
وتُعرف بلدة كفل حارس بكثرة الآثار الدينية، وتضم قبور عدد من الأنبياء، مثل: “ذي الكفل”، و”يوشع بن نون”، التي تقع وسط البلدة، إضافةً إلى مقامات تاريخية، مثل قبر “ذي اليسع”، و”بنات يعقوب” المعروف بـ “بنات الزاوية.”