راديو موال : لم تكن تعلم الفتاة مي أبو رويضة من سكان مخيم المغازي، وسط قطاع غزة، أن مشاركتها في مسيرات العودة وكسر الحصار، أول من أمس الجمعة، على حدود غزة، ستكون ربما الأخيرة بعد أن فقدت عينها اليمنى جراء تعمد قناص من الاحتلال إصابتها بشكلٍ مباشر.
ولم يجد الأطباء في مستشفى العيون بحي النصر بمدينة غزة، حلًا سوى أن يتم إجراء عملية جراحية للفتاة البالغة من العمر (22 عامًا)، من أجل إزالة العين بعد أن تسببت الرصاصة بخروجها من مكانها، في عملية استغرقت نحو ساعتين مرت بصعوبة على عائلة الفتاة والتي عاشت أوقاتًا عصيبة خشيةً من تأثير سلبي في المستقبل على حالتها.
وتقول الفتاة مي أبو رويضة في حديث لـ “القدس” دوت كوم إن الجندي الإسرائيلي القناص تعمد “فقأ” عينها بإصابتها بشكل مباشر، مشيرةً إلى أن الجنود تعمدوا إطلاق قنابل الغاز تجاه عدد من الفتيات والشبان كانوا بجانب بعضهم البعض.
وأشارت إلى أنه بعد ذلك ابتعدوا من المكان، وحين كانت تقف مع صديقاتها فوجئت بشيء ما أصابها وأنها سقطت على الأرض، مشيرةً إلى أنها فوجئت بالدماء تنزف من عينها اليمنى التي تبين فيما بعد أنها أُصيبت برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط.
وبينت أنه تم نقلها للمشفى الميداني شرق مخيم البريج، ومن ثم نُقلت إلى مستشفى شهداء الأقصى، واضطر الأطباء هناك لنقلها إلى مستشفى العيون بمدينة غزة، وتقرر بعد إجراء صورة للعين بإجراء عملية لها.
ودعت إلى رفع قضايا على الاحتلال الإسرائيلي بسبب استهدافه المتكرر للمتظاهرين السلميين على الحدود، مضيفةً: “شاركنا بمسيرة سلمية، لا معنا سلاح، ولا أي شيء، ورغم ذلك يتم إطلاق النار علينا بشكل متعمد”.
وأشارت إلى أنها كانت تشارك في مسيرات العودة منذ بدايتها، لافتةً إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي وغيره من أجل منعهم من العودة للمشاركة في تلك المسيرات التي تطالب بحق سكان غزة برفع الحصار وتحقيق مطالبهم العادلة. كما قالت.
وناشدت الرئيس محمود عباس العمل على توفير العلاج المناسب لها من خلال زرع قرنية لكي تعيش كما باقي الفتيات. مضيفةً “بأحلم إني أرجع أشوف ثاني ويزرعولي قرنية ويقدمولي العلاج”.
من جانبه قال والدها سليمان أبو رويضة، إن ابنته تعودت على المشاركة في المسيرات لأنها تشعر بأن هذه المشاركة تساهم في النضال ضد الاحتلال، ولرغبتها بالعيش كما باقي الشعوب الحرة وتدافع عن وطنها.
وأشار إلى أن ابنته متحمسة وشجاعة وأنها كانت تشارك باستمرار بشكل سلمي مع صديقاتها وترفع العلم الفلسطيني الذي تعتز فيه كثيرًا. مضيفًا “هذا احتلال بغيض يقاتل الناس العزل، وابنتي لم يكن معها شيء”.
وذكر أنه حين تلقى نبأ إصابتها كان موجوداً في البيت، وخرج بسرعة إلى المستشفى لمتابعة حالتها، مشيرًا إلى أن ابنته تعاني من كسر في الفك ومشاكل في الجفن إثر الإصابة.
وبيّن أنه حين دخلت غرفة العمليات كان يشعر بالقلق الشديد على ما ستؤول إليه الحالة الصحية لابنته، مشيرًا إلى أنها بحاجة للرعاية الطبية الكاملة.
وناشد الجهات المسؤولة والمختصة تحمل مسؤولياتهم والقيام بواجبهم تجاه ابنته مي، وتوفير ما تيسر لهم من خدمتها لكي تعود لطبيعتها، مناشدًا كل الضمائر الحية الوقوف بجانب ابنته ومساعدتها على تخطي الظروف الحالية.
وقد تعاملت الطواقم الطبية مع 37 اصابة مختلفة (منها 4 بالرصاص الحي و 10 بأعيرةٍ معدنية مغلفة بالمطاط)، ومن بين المصابين 10 أطفال جراء اعتداء قوات الاحتلال الاسرائيلي على المشاركين السلميين في الجمعة الـ83 لمسيرة العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة.