الديمقراطيه تصف حكومة اشتيه بحكومه الضفه التي تبيع الوهم للرأي العام

راديو موال :شنت الجبهة الديمقراطية هجوما قاسيا على الحكومة، واصفة الخطة التي تعمل عليها بأنها بيع للوهم وتضليل للرأي العام، وذلك ردا على تصريحات رئيس الحكومة محمد اشتية التي اكد فيها ان التنمية تحت الاحتلال مهمة صعبة.

ودعت الديمقراطية في بيان لها الحكومة للتخلي عن أوهام الانفكاك الاقتصادي في ظل الالتزام باتفاق أوسلو واستحقاقاته وقيوده، كما كان لافتا ان الديمقراطية اسمت الحكومة بـ”حكومة الضفة”.

وتعقيبا على بيان الديمقراطية وما جاء فيه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال ابو ظريفة  ان تصريحات الديمقراطية جاءت ردا على تصريحات اشتية خلال زيارته للسويد التي اعترف فيها ان التنمية في ظل الاحتلال مهمة صعبة، وبالتالي فأن تصريح اشتية يعد تراجعا عن تصريحات سابقة له، زرع من خلالها اوهام ان مشاريع تنموية يمكن بناءها في المناطق المحتلة.

وقال ابو ظريفة، “في ظل الاحتلال فأن كل هذا الوهم غير ممكن، فلا يوجد امكانية للتنمية طالما لا يوجد انفكاك اقتصادي عن اسرائيل، والتحرر الكامل من التزامات اتفاق اوسلو، باعتبار ان الخروج من اوسلو هو انفكاك من الناحية الاقتصادية وفي هذه الحالة نفتح الطريق للخلاص من الاحتلال بما يمكننا من بناء اقتصاد مستقل.”

واضاف ابو ظريفة “في كل مرة يُدخلنا نهج ما في هذه الدوامة، كالنهج الذي مارسته الحكومات السابقة ببناء مؤسسات الدولة في ظل الاحتلال”، مضيفاً “حين اعلن اشتية برنامج الحكومة، حاول ان يوهم الفلسطيني انه يمكن بناء مشاريع تأخذ بعين الاعتبار التطور الاقتصادي في ظل الاحتلال، الذي هو معيق لكل نمو وتطور وبالتالي هذا يشكل وهما وهناك العديد من بنى اماله على هذا الوهم ليكتشف انه من المستحيل بناء هذه المشاريع ولهذا تم التراجع عنها”.

وحول استخدام الديمقراطية مصطلح حكومة الضفة الغربية، قال ابو ظريفة ان السبب في ذلك ان “الحكومة حتى الان لم تفرض سيطرتها على قطاع غزة ولم تتعامل مع قطاع غزة، وهي جاءت في ظل ظروف سياسية معقدة وان الانقسام الفلسطيني ما زال قائما.”

واضاف ابو ظريفة “منذ جاءت الحكومة لم تعالج اي من الاشكاليات التي تفتح الطريق امام امكانية معالجة اوضاع قطاع غزة لتكون حكومة لكل الشعب الفلسطيني، لذلك انا اعتقد ان هذه واحدة من القضايا التي افرزها الانقسام البغيض.”

وشدد ابو ظريفة على ان الحكومة مقصرة تجاه قطاع غزة، ولم تضع قرارات المجلس الوطني موضع التطبيق، في رفع الاجراءات التي مست قطاع غزة، وفي كل مرة نسمع معطيات ومؤشرات لكن على الارض لا يوجد ما يؤشر على ان الحكومة تتعاطى مع كل الاراضي الفلسطينية سواسية.

واكد ابو ظريفة ان السلطة الفلسطينية لا تزال تراهن على ما بقي من اتفاق اوسلو، ولذلك لم تضع قرارات المؤسسات الوطنية بما فيها قرار الرئيس بالتحلل من كل الاتفاقيات والالتزامات موضع التنفيذ، ما يدلل على ان هناك رهان قائم على ما تبقى من هذا الاتفاق البائس، لافتا الى ان كل اللجان التي شكلت لم تخرج اي من نتائجها الى حيز التنفيذ سواء الانفكاك الاقتصادي او السياسي او التنسيق الامني، ما يعني ان السلطة لا تزال ممسكة باوسلو وتراهن عليه.

من جانبه قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن الجبهة الديمقراطية تسير خالد لوطن ان هناك من يحاول اشاعة الوهم ان التنمية في ظل الاحتلال عملية ممكنة، لافتا الى ان هذه “البضاعة باعنا اياها في وقت سابق سلام فياض، الذي اعلن في 2014 اننا سنحقق اكتفاء في مسألة الموارد المالية ما يغنينا عن الموارد الخارجية ومساعدات الدول المانحة”.

واضاف ” لقد قام فياض في وقت سابق ببيعنا الاوهام واغرق المواطن في مستنقع ديون مهلكة، ولذلك نحن نقول اليوم لا احد يبيع المواطن اوهام في ظل الاحتلال، بأن تكون هناك تنمية، لانه لا يمكن ذلك تحديدا في ظل اتفاق اوسلو، الذي لا يسمح بوجود تنمية ومعدلات نمو في الناتج القومي .. لا احد يبيع الناس وهم بذلك”.

واوضح تيسير خالد “ان اتفاق اوسلو جعل الاقتصاد الفلسطيني تابع له، وسمح للبضائع الاسرائيلية باستباحة السوق الفلسطينية، كما يفرض القيود دعلى المنتج الوطني ويحد من تطوره، ولذلك لا احد يبيع المواطن وهم ان التنمية ممكنة تحت الاحتلال”.

واضاف خالد ” ان الاخ محمد اشتية حاول في البداية ان يبيع الوهم للمواطنين، بالتنمية تحت الاحتلال من خلال العناقيد الاقتصادية، وقسم البلاد لعناقيد، هذا وهم وتسويق لوهم”.

من جانبه قال الناطق باسم الحكومة ابراهيم ملحم لوطن للانباء ان حياة الفلسطيني تحت الاحتلال في الجوانب التنموية والتعليمة والصحية صعبة ، وعندما يوصف الدكتور اشتية التنمية تحت الاحتلال بالصعبة، هذا لا يعني ان لا نبادر الى انشاء مصانع، او جامعات او مستشفيات.

وقال ملحم مع الاحترام والتقدير للاخوة في الجبهة الديمقراطية، الذين نحترمهم كشركاء في النضال الوطني ورفاق في الدرب الطويل لنيل الحرية كفصيل وطني شريك نقدر مواقفه، فأننا نقول ان كل حياتنا تحت الاحتلال صعبة، مضيفا ” التعليم تحت الاحتلال صعب والصحة صعبة، لكن هذا لا يعني ان لا تبادر الحكومة لاقامة المستشفيات والمدارس وبناء المصانع، وان تدخل في تحد واشتباك مع الاحتلال الذي يريد لفلسطين ان تبقى بدون تعليم وصحة وملحقة بالاقتصاد الاسرائيلي”.

واضاف ملحم “نحن بدأنا بالانفكاك عن اسرائيل كي لا نكون مُلحقين بها، صحيح ان التنمية صعبة ولانها صعبة نحن نعمل تنمية، ولان التعليم صعب نحن نبني مدارس، ولان الصحة صعبة تحت الاحتلال نحن نبني مستشفيات ونوطن الخدمة الطبية رغم كل ذلك، ولأن الحياة صعبة تحت الاحتلال هذا يدفعنا لإيجاد وسائل وادوات جديدة كي تمكنا من تأكيد الوجود الفلسطيني كشعب يكافح لنيل حريته”.

وشدد ملحم ان الحياة السياسية والديمقراطية تحت الاحتلال صعبة، لكن هذا لا يمنع ان نمارس حقنا في اجراء الانتخابات، التي جرت رغم الصعوبات والقيود التي فرضها الاحتلال، وبالتالي قيود الاحتلال يجب ان تدفعنا لممارسة حياتنا ما استطعنا الى ذلك سبيلا.

واضاف ملحم “ان المقاومة تحت الاحتلال ليست سهلة، فهل هذا يعني ان نكف عن المقاومة لانها صعبة؟”، متابعا ” هذا لا يعني ان لا نمارس المقاومة للخلاص من الاحتلال رغم صعوبة ذلك والمخاطر والتحديات التي تجابه المقاومون في المقاومة الشعبية ويسقط بعضهم بين شهيد وجريح، والديمقراطية شريكة في هذه العملية ومنهم الشهداء، فهل وجود صعوبة في المقاومة تمنعنا من ممارسة هذا الحق؟”

وكانت الديمقراطية قد اصدرت بيانا وصلت وطن للانباء نسخة منه، رحبت فيه يتصريحات رئيس الحكومة في السلطة الفلسطينية د. محمد اشتيه، في السويد التي اعترف بها بأن التنمية في ظل الاحتلال مهمة صعبة.

وقالت الجبهة”إن تصريح اشتيه يشكل موقفاً صائباً في التراجع عن تصريحات سابقة، حاولت أن تزرع الأوهام بإمكانية بناء مشاريع تنموية زراعية وصناعية وسياحية في المناطق الفلسطينية المحتلة.”

ودعت الجبهة، “رئيس حكومة الضفة الفلسطينية إلى ترجمة أقواله إلى أفعال، واعادة صياغة استراتيجية حكومته للانتقال من محور الانفكاك الاقتصادي، إلى محور الخروج من أوسلو، عبر سلسلة الإجراءات التي نصت عليها قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي، بإعادة تحديد العلاقة مع دولة الاحتلال سياسياً وأمنياً، واقتصادياً، والتخلي عن أوهام الانفكاك الاقتصادي في ظل الالتزام باتفاق أوسلو واستحقاقاته وقيوده.”

وختمت الجبهة “أن تصريح اشتيه يعبر عن حقيقة الأزمة التي تعانيها حكومته، والسلطة الفلسطينية، والتي تحاول أن تتعايش مع اتفاق أوسلو، وتحاول في الوقت نفسه زرع الوهم في عقول الرأي العام إنها في اشتباك سياسي معه، مؤكدة أن المدخل للاشتباك السياسي هو الخروج من أوسلو باعتباره هو الأساس لإعادة تحديد العلاقة مع دولة الاحتلال”