دار الكلمة الجامعية تفتتح أعمال مؤتمرها الدولي السابع عشر بعنوان “بيت لحم: التاريخ الإجتماعي – الثقافي”

راديو موال _  افتتحت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم، وبمشاركة كوكبة من العلماء والمختصين والأكاديميين في مجال تاريخ بيت لحم الإجتماعي والثقافي والذين أتوا من أكثر من 18 دولة من مختلف انحاء العالم، وذلك في رواق دار الكلمة الجامعية.

 

وافتتح المؤتمر القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية بكلمة رحب خلالها بالحضور، وأكد: “يسرنا أن نستضيف مجموعة مميزة من الباحثين من 18 دولة حيث سيقدموا لنا اخر ما توصلت إليه ابحاثهم وكلنا امل أن ننشر أوراق هذا المؤتمر المحكمة باللغتين العربية والانجليزية في ربيع 2020″.

 

وأكمل الدكتور الراهب كلمته بالقول:”لقد قدمت دار الكلمة الجامعية الكثير لمدينة بيت لحم، فأنشئث هنا دار الندوة الدولية ودار الكلمة الجامعية، كما ونشرت 14 كتاب عن منطقة بيت لحم بالإضافة الى 6 أفلام قصيرة”.

 

وأردف قائلاً:”لقد كانت رسالة دار الكلمة الجامعية تخريج الأجيال القادمة من القيادات الثقافية المبدعة في فلسطين، ويسرنا أن نتيح المجال في هذا المؤتمر لمجموعة من الباحثين الفلسطينيين الشباب كي يشاركون ابحاثهم أيضاً”.

 

واستهل المحامي أنطون سلمان رئيس بلدية بيت لحم حفل الافتتاح بكلمة قال فيها: انطلقت من مدينة بيت لحم قبل 2000 عام رسالة سلام، حيث صدح صوت الملائكة من السماء “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”، فأصبحت مدينة بيت لحم محط أنظار المؤمنين من كل العالم فهذه النقلة الثقافية العلمية في مدينة بيت لحم منحت الشعب التلحمي ان يكون لديه ثقافات متنوعة من خلال زيارة الحجاج من مختلف أنحاء العالم ، وما زال الشعب التلحمي صاحب الخبرة الثقافية التي خدمته وخدمت مدينته فأصبح مثقف ويتكلم عدة لغات رفعت مستوى ثقافته للعالم، ولن ننسى القديس جيروم  (إيرونيموس) الذي حضر الى مدينة بيت لحم واثرى الثقافة من خلال ترجمته الكتاب المقدس”.

 

وأضاف:”تميزت مدينة بيت لحم بالحرف التقليدية وخاصة الصدف الذي دخلت صناعته من خلال الرهبنة الفرنسيسكانية في القرن الرابع عشر وهذا اضاف واغنى الثقافة واغنى الايدي العاملة من ناحية الخبرة واصبح في مدينة بيت لحم فنانين الى جانب خشب الزيتون التي تتميز به المدينة”.

 

كلها” من بحرها إلى نهرها وبحيرتها، ينتظر التفاته العالم إليه ليصير سرّة العالم كما كان، وليبقى أقرب نقاط الأرض إلى السماء”.

 

وبدوره قال السيد مارك فرينجز مدير مؤسسة كونراد آديناور الألمانية في كلمته: “يسر مؤسسة كونراد آديناور الألمانية أن تدعم مثل هذا البرنامج الذي يهتم بالتاريخ الاجتماعي-الثقافي لمدينة مهمة كمدينة بيت لحم مهد السيد المسيح والعاصمة الثقافية لفلسطين خاصة ونحن على أعتاب الاحتفال بمدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية في العام القادم”.

 

أما السيد سويدبتا سنغ من الهند ومن مؤسسة CMW فقد شدد خلال كلمته على أهمية الاهتمام بالموروث الثقافي المحلي في وجه الاحتلال بأوجهه المختلفة وبوجه العولمة الجارفة، والتشديد على بناء هوية وطنية لتكون بمثابة بوصلة للجماعة تقودها الى بر الامان”.

 

وقد ألقى السيد محمد عياد الوكيل المساعد للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة كلمة ذكر خلالها: “فكرة بيت لحم هي فكرة فلسطين، من فلسطينيها الأوائل، شهيدها المسيح وحوارييه، إلى فلسطينييها الأواخر، شهداؤنا ونحن الأول، حمل الله الذي حمل خطايا العالم وحمل إليه الخلاص، ونحن من نكمل المسيرة في حملان فلسطين على مذبح الحرية، ودمنا طريق خلاصنا من الاحتلال”.

 

وتابع قائلاً:” جغرافيا بيت لحم، هي جغرافيا السحر المقدس، وهي جغرافيا فلسطين وخابيتها المقدسة. ففلسطين كلها بيت لحم، وفلسطين كلها القدس. ومسيرة المسيح، فلسطينينا الأول، ومساره هما مسيرتنا ومسارنا: من بيت لحم إلى القدس، إلى كفر ناحوم، إلى الناصرة، إلى قانا الجليل، وتراب “فلسطين الميثاق”

 

وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم “امبيانس” للمخرج الشاب وسام الجعفري والذي حصل على المركز الثالث  في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ72، ويروي الفيلم حكاية شابان يحاولان تسجيل الموسيقى داخل المخيم للاشتراك في مسابقة، إن نجحا فيها، سيحصلان على فرصة صنع ألبوم موسيقي. بدايًة، لا تسير الأمور حسب المتوّقع بسبب الفوضى والمشاكل في المخّيم. ينتهي الأمر بهما إلى الانطلاق بفكرة تسجيل أصوات المخّيم بدًلا عن موسيقاهما وتحويل تلك الأصوات إلى موسيقى.

 

كما وتخلل الاحتفال فقرات فنية مميزة شمل مقطوعة موسيقية كلاسيكية عربية قدمها الأستاذ وعازف البيانو رمزي شوملي أحد أعضاء الهيئة الأكاديمية في دار الكلمة الجامعية، وأيضاً قدم فقرة غنائية الأستاذ والموسيقي حسن الشيخ أحد أعضاء الهيئة الأكاديمية في دار الكلمة الجامعية الى جانب طلبة وخريجي دائرة الفنون الأدائية تخصص موسيقى في دار الكلمة الجامعية.

 

وسيشمل المؤتمر 12 محوراً يعالج مواضيع معينة من النواحي الاثرية والتاريخية والسياحية بالاضافة الى المعالم الدينية والعلاقات الاسلامية المسيحية، كما وسيلقي المؤتمر الضوء على مجموعة من الشخصيات البيتلحمية التي تركت بصمتها ان كان بالأدب اوالفولكلور او التصوير.

 

ومن الجدير بالذكر انه سيستكمل المؤتمر جلساته غداً الخميس الموافق الثاني والعشرون من شهر آب، حيث سيستمر المؤتمر لغاية يوم السبت الموافق الرابع والعشرون من شهر آب.