راديو موال : نجيب فراج – التقى امناء سر حركة فتح في كل من بلدة الخضر وقرية ارطاس ومخيم الدهيشة الى الجنوب من بيت لحم في اجتماع طاريء لبحث ما تواجهه منطقة برك سليمان الاثرية الى الجنوب من بيت لحم من اعتداءات للمستوطنين التي تكثفت في الاونة الاخيرة من اقتحامها تحت حراسة لقوات الاحتلال الاسرائيلي الامر الذي يؤشر بوجود مخطط للاستيلاء عليها لتصبح مقصدا سياحيا لهم خاصة وان جنود الاحتلال سمحوا لجمعيات استيطانية من تثبيت لافتات بالعبرية تحمل اسماءا يهودية يدعون انها وردت في التوراة حيث يقول هؤلاء المستوطنين ان المكان مقدس في الدين اليهودي.
وقال محمد جميل ملحم امين سر فتح في مخيم الدهيشة ان الاجتماع ضم ايضا امين سر فتح في بلدة الخضر اشرف صلاح اضافة الى محمود جبر ممثلا عن حركة فتح في ارطاس ان سبب اللقاء للمواقع الثلاثة نظرا لصلاتها الجغرافية والمكانية لهذا الموقع موضحا ان الاجتماع هو بداية لخطوات عديدة من اجل الحفاظ عليه والذي يعود لوزارة الشؤون الدينية الفلسطينية وقد استأجرته شركة فلسطينية للاستثمار فيه ومن بين هذه الخطوات هو عدم اغلاق المكان امام المواطنين الفلسطينيين ويجب ان لا يكون هناك أي قيود على الوجود الشعبي الفلسطيني لان هذا الوجود هو الضمانة الفعلية للحفاظ على المكان وحمايته من اية مخططات اسرائيلية جهنمية فلا يعقل ان نبقى مكتوفي الايدي ونتفرج لضياع هذا الموقع الاثري والسياحي الهام فهو مقصد كبير كان وسيبقى للتنزه ليس لابناء محافظة بيت لحم وحسب بل لكافة ابناء شعبنا في كل اماكن تواجدهم، وقد كان هذا الموقع مفتوحا لالاف المواطنين بدون اية قيود وحينما كان كذلك لم يكن أي مستوطن يفكر بالدخول اما اليوم وبعد هذه القيود ياتي المستوطنين الى عشرات الدنمات من الاحراش ومحيط البرك الثلاث يتجولون لوحدهم حيث ادت القيود الى خلو المكان من المواطنين الفلسطينيين مشيرا الى ان كل هذه النقاط سوف يتم مناقشتها مع كل الجهات الفلسطينية المعنية من اجل ايجاد الحلول والدفاع عن الموقع وحمايته من التهويد.
وكان جورج باسوس مدير عام مدينة الثقافات والحضارات التي تضم شركة برك سليمان السياحية وقصر المؤتمرات وقلعة مراد قد قال ان الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه نفذوا في اليومين الاخيرين عمليات اقتحام للمنطقة في اطار استهداف المنطقة مستنكرا عمليات الاقتحام تلك التي تستهدف الوجود الفلسطيني فيها.
واشار باسوس الى ان الاقتحامات لا تقتصر على منطقة او نقطة معينة بل شملت منطقة الاحراش والبرك والحفريات التي تنفذها شركة برك سليمان واراضي بلدة ارطاس ممما يثير المخاوف الواسعة حول المخططات الاسرائيلية.
كما واشار باسوس الى ان شركة اتحاد المقاولين ال CCC استاجرت المنطقة من وزارة الاوقاف منذ اكثر من عشرين عاما بطلب من الرئيس الراحل ياسر عرفات من اجل تطويرها وهو ما تم بالفعل منذ ذلك الحين و استكمل في عهد الرئيس محمود عباس حيث تم تسمية المنطقة مدينة الحضارات والثقافات ضاحية برك سليمان بناء على طلب سيادته واستثمرت فيها الملايين من اجل النهوض بالواقع الفلسطيني في المنطقة على اكثر من صعيد.
وشدد على ان كل ما تحقق من انجازات سواء تلك المتمثلة ببناء قصر المؤتمرات الذي اصبح صرحا وطنيا واقتصاديا على المستوى الوطني والاقليمي والدولي او شركة برك سليمان او المسار السياحي الى جانب المتنزهات في محيط البرك وغيرها من انجازات يتهدده خطر الاستيطان وبالتالي لا بد من وقفة حقيقية لحماية المنطقة لا من اجل المشروع والاستثمار بل من اجل الوجود الفلسطيني على الارض الفلسطيني.
يشار الى ان برك سليمان ثلاثة وسميت بذلك نسبة إلى السلطان العثماني سليمان القانوني الذي بناها. ولقد شيدت هذه البرك لتجميع مياه المطر في فصل الشتاء، والمياه القادمة من عيون وادي البيار، وعين العروب على بعد 10كم، أما عند نهاية البركة الثالثة فتوجد عين ماء أخرى باسم عين عطانن وإن قسما من هذه البرك محفور في الصخر الصلب، وقسم مبني أو مشيد بحجارة كبيرة مقصورة بالملاط (خليط الشيد مع الرمل). وتحيط بهذه البرك أشجار السرو والصنوبر، وتبلغ مساحة اجمالي اراضيها نحو 32 دونما إذ كان يتوجه إليها الكثيرون من أهالي المنطقة، أو رحلات مدرسية للتنزه في الهواء الطلق، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
وقد زودت هذه البرك مدينتي بيت لحم القدس بماء الشرب لقرون عدة، وخاصة لأنها كانت توصل المياه إلى المسجد الأقصى، وحتى أوائل عهد الانتداب البريطاني إذ استبدلت القناة الفخارية بقناة ومضخة من المعدن، وذلك عام 1919م. وللأسف الشديد هذه البرك الثلاث أصبحت فارغة في وقتنا الحاضر.
وفي عام 1622م، قام السلطان مراد الرابع لبناء قلعة مقابل برك سليمان، وذلك لأنه خلال تلك الفترة تعمد اللصوص وقطاع الطرق تخريب أو تدمير أقنية المياه التي كانت توصل ماء الشرب إلى مدينة بيت لحم أولا، ثم إلى مدينة القدس لاحقا ، تمركزت فيه حامية عسكرية، وسير دورية على طول الطريق حتى عين العروب، وعيون واد البيار التي تصب ماءها في لبرك الثلاث المسماة ببرك سليمان، وتحتوي هذه القلعة على عدد من الغرف لمبيت الجنود ومسجدا للصلاة، وأربعة أبراج على الزوايا الأربع، ويوجد بجانب القلعة من الجهة الجنوبية نبع ماء صغير يسمى رأس العين.