راديو موال- مركز الارشاد والتدريب للطفل والاسرة : ضعف في فرص التدريب البحثي للطلبة داخل الجامعات الفلسطينية، عدم ملاءمة التدريبات المتاحة للمستويات المختلفة ببناء هوية الباحث وغياب الوعي المجتمعي بأهمية دور الباحثين في مجال الصحة النفسية وأهمية بيانات البحث، اضافة لوجود رغبة قوية لدى الباحثين في تطوير كفاءاتهم البحثية لكن لا يمكنهم الوصول إلى الفرص الكافية للقيام بذلك، كل ما سبق من بين أبرز النتائج التي خرج بها “بحث تعزيز القدرات البحثية في مجال الصحة النفسية في فلسطين”، الذي عُرض خلال ورشة عمل نظمها مركز الارشاد والتدريب للطفل والاسرة، بالتعاون مع جامعة جلاسكو الاسكتلندية، في قصر المؤتمرات في مدينة بيت لحم.
وخرج البحث بمجموعة من التوصيات أبرزها العمل على تنمية شبكة الباحثين والممارسين المهتمين بالصحة النفسية في جميع أنحاء الضفة الغربية، و تطوير فرص التدريب وملاءمتها لمستويات مختلفة من المهارات عند الباحثين، والعمل على جذب التمويل الدولي لتطوير واقع الأبحاث.
وقال رئيس مجلس إدارة مركز الارشاد والتدريب للطفل والاسرة د.نائل عبد الرحمن إن “المشكلة الحقيقية تتمثل في قلة عدد الخبراء الحقيقيين في مجال الصحة النفسية وخصوصا الأطباء والاخصائيين النفسيين، الأمر الذي يؤدي الى وجود ضعف في الأبحاث المتعلقة بالصحة النفسية”.
من جهته قال الباحث الرئيسي للمشروع د. سيزر حكيم إن “سؤالنا الأساسي كيفية تعزيز القدرة البحثية، لذلك قمنا باجراء بحث علمي لفهم صعوبات واحتياجات العاملين في مجال الصحة النفسية من أكاديميين وأخصائيين وطلبة، وحول المعوقات الرئيسية التي تواجههم لتنفيذ أبحاث الصحة النفسية، وبناء على النتائج سنقوم بتنظيم سلسلة من التدريبات وملاءمتها لمستويات مختلفة من القدرات والمهارات التي ستقوي البحث العلمي في مجال الصحة النفسية”.
وأضاف د. حكيم أن التدريبات العملية على الأبحاث تبدأ من مراحل متأخرة داخل جامعاتنا، ما يؤثر سلبا على فهمهم المعمق لهويتهم كباحثين، مشيرا أن الباحث الحقيقي تبنى صفاته البحثية على مدار سنوات طويلة، لذلك رصدنا كل هذه الصعوبات وقمنا بتحليلها.
وأكد أن التدريبات المستقبلية التي سينفذها مركز الارشاد والتدريب للطفل والاسرة بالتعاون مع شركائه، ستركز بشكل كبير على ردم الفجوات لدى الطلبة والباحثين.
وفي السياق ذاته قال الباحث في المشروع من جامعة جلاسكو الاسكتلندية البروفيسور هيميش مكلويد إن “الباحثين العاملين في مجال الصحة النفسية في فلسطين لا يملكون الفكرة الكاملة حول تطوير مهاراتهم، والنتيجة الأبرز التي توصلنا لها في بحثنا أن مشكلة عدم انتشار الأبحاث لا تتعلق فقط بعدم توفر الأموال أو ضرورة وجود مؤسسات داعمة للأبحاث، وإنما يحتاج الباحث أمورا أخرى بالغة الأهمية كالتدريبات العملية وإشراف حقيقي من مختصي الأبحاث، اضافة للتفاعل مع أبحاث أخرى”.
وحضر الورشة مجموعة من الأكاديميين والمختصين بالصحة النفسية كان من بينهم مدير مستشفى بيت لحم للطب النفسي د. ابراهيم أخميس، الذي قال إن الورشة تمثل بداية لخلق خلية علمية بحثية من أجل دراسة وضع البحث العلمي في مجال الصحة النفسية ووضع خطة لتطويره، اضافة لتدريب الكوادر بشكل متخصص، فيما أكدت المحاضرة في جامعة بيت لحم د. حنان السقا حزبون أن نتائج البحث التي عرضت في الورشة، ستساهم في تطوير معارفنا في عمل الأبحاث وستساعدنا في حل مشكلات الصحة النفسية المنتشرة في مجتمعنا الفلسطيني، أما الاخصائية النفسية في عيادية جامعة النجاح الوطنية السيدة فرح دروزه فقالت إن بناء مجتمع صحيح لا يكون الا على أساس علمي، والأساس العلمي الصحيح لا يكون الا بالأبحاث والدراسات، مردفة : هذه المرة الأولى في فلسطين التي نعود فيها للأساس الصحيح .. نحن اليوم نضع يدنا على الجرح كي نصل الى الشفاء.