جامعة الدول العربية ودورها تجاه مؤسسات المجتمع المدني..

راديو موال-كابوس جامعة الدول العربية لا زال يؤرق مؤسسات المجتمع المدني ويحكم عليها بالتساؤل و المناشدات، ومن هنا كان لا بد من أن نضع تساؤلات تتعلق بهذا الموضوع.

4520181345311

هل تتقن جامعة الدول العربية فن التعامل مع المؤسسات؟ وهل تأثر على آداءها أو تلعب دوراً في دعمها؟؟

تحدث المدير العام للمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية مدى لراديو موال اليوم عن الدور الذي يفترض أن تمارسه جامعة الدول العربية تجاه مؤسسات المجتمع المدني وقال بأنه يتوجب عليها أن تلعب الدور الأكبر في دعم مؤسسات المجتمع المدني أسوة بالكثير من المؤسسات الدولية الشبيهة مثل مجلس أوروبا والبنك الدولي والكثير من المؤسسات التي لها فعالية في التواصل مع المجتمع المدني وكذلك في إعطاء المعلومات بمعنى تكريس حق الوصول إلى المعلومات للإعلام والصحفيين بشكل عام.

hh(1)

تحرك جامعة الدول العربية ذو طابع سياسي..

أما الدكتور عمر رحال مدير مركز شمس لحقوق الإنسان فقالبأن جامعة الدول العربية تولي اهتمام كبير لموضوعها السياسي بالمقام الأول وأي تحرك لها هو تحرك سياسي ورغم أن القرارات يجب أن تكون بالإجماع الا أنه وللأسف العرب لا يوجد لديهم انتماء للمجتمع المدني و عملية التحول الديمقراطي و الديمقراطية بشكل عام وإذا تحدثنا عن الانتخابات مثلاً فهذا التراث غير موجود ومفقود، كما أن المجتمع المدني ينظر له في كثير من الأحيان بعين الشك والريبة والأجندة الخارجية  ولا نستطيع القول بأن هناك دعماً قوياً دائماً ومستمراً من جامعة الدول العربية .

آمال تبنى على أن تكون جامعة الدول العربية منفتحة..

بينما تأمل مدير مركز مدى الريماوي بأن تحظى جامعة الدول العربية حظو العديد من المؤسسات الدولية الشبيهة بأن تكون أكثر انفتاحاً على المجتمع المدني وتقدم معلومات ليس فقط عن طبيعة عملها وإنما حول ما يجري، و يفترض أن تُشرك مؤسسات المجتمع المدني والإعلام في القضايا التي تجمع العالم العربي، و قضايا العالم العربي كثيرة لكن الوضع الداخلي هو وضع تعطيل وعدم المشاركة إلا في الحدود الدنيا.

نشاط مشترك من قبل مؤسسات المجتمع المدني مع جامعة الدول العربية والتي تشارك مدى فيه..الأهداف و النتائج المتوقعة

وأضاف الريماوي بأن هذا الجهد المشترك مع مؤسسات المجتمع المدني العربية هو من أجل دفع جامعة الدول العربية نحو إشراك المجتمع العربي في النقاشات والحصول على المعلومات وحتى يكون للمجتمع المدني تأثير وأن لا يكون محدود ونحن نطمح ليتم الدفع بهذا الاتجاه ولسنا متفائلين كثيراً خاصة فيما يحصل في الوطن العربي والأزمات الكبيرة التي يواجهها وليس هناك الكثير من التوقعات ولكن يمكننا أن نعتبرها خطوة لإصلاح العمل في جامعة الدول العربية .

فيما انتقد الدكتور رحال جامعة الدول العربية لاحتفائها بمناسبة اليوبيل الذهبي للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان و بمناسبة مرور خمسين عام،وقال بأن العرب كانوا سباقين نظرياً في أن يكون لديهم لجنة عربية في جامعة الدول العربية بالرغم من أنه أكد في ذات الوقت على تواجد أعضاء من فلسطين ينتمون إلى هذه اللجنة ويحضرون الاجتماعات واللقاءات.

وقال : “لا ننكر أن العرب لهم دور ولو كان متأخراً في إنشاء والتوقيع على الاتفاق العربي لحقوق الإنسان في أيار 2004 في القمة العربية السادسة عشر لاستضافتها تونس وهذا الميثاق تكون من مقدمة من ديباجة و53 مادة ويستند على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وعلى الاتفاقية الأوروبية لحقول الإنسان وعلى الاتفاق الإفريقي لحقوق الإنسان وعلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية والاجتماعية و الاقتصادية ولكن للأسف ليس هناك التطبيق على أرض الواقع .لكننا نأمل ونتمنى من جامعة الدول العربية أن يكون لديها اهتمام أكبر “.

أهمية مشاركة مؤسسات المجتمع المدني (الفلسطينية) في اجتماعات جامعة الدول العربية..

أكد الريماوي على أن القضية الفلسطينية لا زالت المحور المركزي للقضايا العربية وأن نبض الشارع العربي لا زال متعاطف و متضامن لأقسى الحدود مع القضية الفلسطينية بالرغم من كثرة مشاكله وهمومه ولا شك أن فلسطين تتصدر الأهمية بحكم حضورها ، والخطورة التي  تهدد القضية الفلسطينية بعد مجيء ترامب وإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ، وهذا يدعو لكل الأصوات بذل الجهود من مختلف المحافل الدولية حتى يبقى الصوت الفلسطيني مسموعاً و يحظى بالتعاطف و التأييد.

فيما أكد رحال بأن جامعة الدول العربية تقف وقفة حق إلى جانب القضية الفلسطينية و لكن نحن كفلسطينيين لا نريد فقط أن يكون هناك بيانات شجب و استنكار وكأن ما يحدث هو في شرق آسيا أو أنه لا يعني العرب.نريد كفلسطينيين أن يكون هناك تفعيل لمئات القرارات التي اتخذت على مدار العقود الماضية من قبل جامعة الدول العربية تجاه فلسطين وتجاه دولة الاحتلال ، ومثال ذلك عندما نتحدث عن المقاطعة من المستوى الأول والثاني نرى بأن هناك بعض الدول العربية أصبح لديها علاقات  من مستوى تمثيل في دولة الاحتلال وصولاً إلى موضوع التطبيع والذي أصبح يأخذ أشكالاً مختلفة.

دور جامعة الدول العربية بتوفير التمويل اللازم لمؤسسات المجتمع المدني لاستمرارها وتطوير أداءها و خلق فرص المشاركة التي من شأنها أن تدعم الخبرات لهذه المؤسسات..

شدد الريماوي على التقصير الكبير في هذا الدور لكنه أكد على أن مؤسسات المجتمع المدني تدفع بالتطوير من أداء المجتمع المدني بما ينسجم مع العمل الدولي ، فهذه المؤسسات تلعب دور كبير في مختلف الأنشطة والفعاليات المتعلقة بالمؤسسات الدولية بدءاً من الأمم المتحدة التي هناك شراكة واسعة تجمعها بها ، ولكن هناك من المؤسسات الدولية الأخرى ليس لديها سياسة حقيقية واضحة تشارك مؤسسات المجتمع المدني بنقاش جدول العمل والقضايا المحورية الهامة وتكريس حق مشاركة الصحفيين ووسائل الإعلام أيضاً في الوصول الى المعلومات.

جامعة الدول العربية ذو طابع سياسي توجيهي للمجتمع المدني..والدليل الربيع العربي

ووفقاً لرحال فإن ما يسمى بالربيع العربي وبعد 2011 أصبح هناك اهتمام بالمجتمع المدني العربي وفي مؤسسات حقوق الإنسان وأصبح هناك تواصل ولكن هذا الاهتمام كان نابعاً من كون هناك أسباب سياسية تتطلب ذلك ، وكأن الحال بأن جامعة الدول العربية بضغط أو توجيهات الدول العربية النافذة في الجامعة في تلك الفترة دعت لأن يكون هناك دور في المجتمع المدني خصوصاً عندما رأينا الدور في ما شهدته تونس ومصر ، ولكن ما أن عادت الأمور توقفت جميع الدول العربية ولم يعد لديها اهتمام كاف في المجتمع المدني وتقويته ودعمه أو حتى الاستفادة من خبرة المجتمع المدني في عملية التحول الديمقراطي ومازال هناك شك في دور جامعة الدول العربية التي تمثل الحكومات العربية بشكل أو بآخر.

فلسطين ستتقدم بوثيقة توضح رؤية العلاقة بين جامعة الدول العربية ومؤسسات المجتمع المدني..

وقال الريماوي بأن مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية ستتقدم بوثيقة لتوضيح رؤية كيف يمكن أن تكون العلاقة ما بين المجتمع العربي والمؤسسات المدنية العربية وجامعة الدول العربية بما يتيح الانفتاح أكثر على المعلومات التي تهم الصحفيين والمواطنين وسنعلن عن هذه الوثيقة قريبا لنحدد الأسس التي يجب أن تقوم عليها هذه العلاقة.

قرارات الجامعة العربية لا تساوي الحبر الذي تكتب فيه وتنقل بالصناديق في الطائرات..

وأنهى رحال بتوجيه رسالة هامة لجامعة الدول العربية بقوله :”ببساطة شديدة نحن كفلسطينيين نعلم تماماً بأن الشعوب العربية هي التي ما زالت تقف إلى جانب الحق الفلسطيني من الناحية الفعلية أما من ناحية القول فإن الدول العربية تصدر بيانات الشجب و الاستنكار ،  وفي كل مرة تكون القضية الفلسطينية على سلم أولويات جامعة الدول العربية وعلى جدول الأعمال والجزء الأبرز والأهم في الاجتماعات العربية ، ولكن نحن بحاجة إلى أفعال ولا نريد أقوال  بحيث يكون هناك تأثير واستجابة للشعوب العربية من خلال القرارات التي تتخذها جامعة الدول العربية والتي في بعض الأحيان تكون فيها القرارات والتي تنقل بالطائرات والصناديق لا تساوي الحبر الذي كتبت به .

ويبقى السؤال هل ستفعل جامعة الدول العربية دورها في إشراك مؤسسات المجتمع المدني وهل ستقدم دعمها من أجل تطوير أداء هذه المؤسسات؟

اللقاءات بالصوت: