راديو موال-طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور احمد ابو هولي الأمم المتحدة برفع نسبة مساهمتها في موازنة الأونروا بما يتناسب وعجزها المالي غير المسبوق، بما يؤسس لتحقيق استقرار مالي وتمويل كافٍ ومستدام باعتبار الأونروا واحدة من مؤسساتها، داعيا دول الاعضاء في اللجنة الاستشارية ان تحث دولها لهذا الطلب في اجتماع الدول المانحة المزمع عقده في الخامس والعشرين من حزيران القادم في نيويورك .
ودعا الدكتور ابو هولي في كلمته التي القاها امام اعضاء اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث في اجتماعها المنعقد في المملكة الأردنية الهاشمية على ساحل البحر الميت تحويل اجتماع روما إلى تقليد سنوي لتجديد الالتزام الدولي بدعم الأونروا مالياً وسياسياً .
واكد على ضرورة التعامل الجاد والعاجل مع كارثة مخيم اليرموك سواء بتوفير الاحتياجات الأساسية الطارئة والفورية أو صياغة عاجلة لاستراتيجية إعادة إعمار المخيم المنكوب.
وحذر من خطورة وتداعيات العجز المالي في ميزانية الأونروا على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق عملياتها، مشيرا أن الأونروا بدأت تواجه تداعيات تقليص الممول الرئيسي الولايات المتحدة لمساهمتها الى حد كبير من خلال ما تواجهه من نقص كبير في ميزانية برامجها الاعتيادية الذي يهدد استمرار تقديم خدماتها في الربع الأخير من هذه السنة ويهدد خطط الأونروا ومستقبلها ويقوّض ما نجحت في تحقيقه طوال سبعة عقود أنقذت خلالها المنطقة والعالم من تبعات كارثية في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات وعنف وغضب وإحباط .
واشاد ابو هولي بمخرجات قمة القدس العربية المنعقدة في مدينة الظهران السعودية على الدعم السخي للأونروا للخروج من أزمتها، وتأكيدها على ضرورة التزام الدول العربية المانحة بتسديد منتظم لالتزاماتها المتفق عليها بنسبة 7,8 % من موازنة الأونروا السنوية.
وثمن مساعي الأونروا في البحث عن تمويل إضافي من خلال البنك الدولي وصندوق الوقف الإسلامي وحملة “الكرامة لا تقدّر بثمن” وغيرها، معربا عن امله ان لا تكون هذه المساعي بديلاً عن التزام الدول أو مسؤولية الأمم المتحدة تجاه الأونروا.
واكد ضرورة استشعار التأثيرات الكارثية والأخطار الكبيرة الناجمة عن تدني نسبة الاستجابة لنداءات الطواريء التي لو تمت الاستجابة الكاملة لها بالكاد تلبي الحد الأدنى من المتطلبات الحياتية الأساسية للاجئين الفلسطينيين
وأوضح ان هدفنا جميعا هو انجاح الأونروا من إنهاء حالة التمويل غير المستدام وغير المؤكد والانتقال الى حالة التمويل المستدام والدائم من خلال تخصيص موارد ثابتة لميزانية الأونروا.
واكد اهمية اجتماعات اللجنة الاستشارية ودورها في تقديم المشورة والنصح للأونروا من أجل إنجاح مسيرة عملها والاستمرار في أداء دورها في مناطق عملياتها الخمس الى حين ان ينجح المجتمع الدولي في إنصاف الشعب الفلسطيني ودعم حقه في العودة الى دياره التي هجر منها عام 1948 طبقا للقرار 194 وفي اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
واشاد بمخرجات المؤتمر الاستثنائي الذي عقد في العاصمة الإيطالية روما، في 15/3/2018 الذي جدد الدعم السياسي والالتزام العالمي بالأونروا ولمهام ولايتها وللخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين معبرا عن تقديره لتبرعات المانحين السخية كخطوة اولية لمعالجة الزمة المالي للأونروا وبما يضمن تحقيق النتائج المرجوه من الاستراتيجية المتوسطة الأجل للوكالة للفترة ٢٠١٦-٢٠٢١.
وتابع د. ابو هولي” من حق اللاجئين الاطمئنان على مصيرهم بتعبير واضح عن إرادة المجتمع الدولي ورسالتها التي يجب ان تخرج من هذا الاجتماع بأن حقوقهم ومستقبلهم يحظى بالاهتمام ولا مبرر لاستمرار قضية اللاجئين الفلسطينيين بدون حل سياسي عادل يرتكز على قرارات الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين وخاصة القرار 194″.
واشار الى ان غياب الحل السياسي للقضية الفلسطينية عموما ولقضية اللاجئين الفلسطينيين على وجه الخصوص يلقي مسؤولية أساسية على المجتمع الدولي والامم المتحدة تجاه هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد على ان اللاجئين الفلسطينيين يتطلعون لإنصافهم في إطار الحل الشامل للقضية الفلسطينية، لافتا الى ان المجتمع الدولي يمتلك القدرة على إنصاف الشعب الفلسطيني إذا توفرت لديه الإرادة ليأخذ شعبنا الفلسطيني مكانه الطبيعي بين الأمم .
وشدد على ان الشعب الفلسطيني لا يرغب بأن يظل لاجئا تعجز قرارات الشرعية الدولية عن إنصافه واستمراره في حالة القلق والترقب والاحباط مع استمرار العجز المالي في موازنة الأونروا وغياب الحل السياسي لقضيته منذ سبعة عقود.
واكد على ان وكالة الغوث قامت بكل الإجراءات التي طلب منها من أجل تحقيق الإصلاح والأداء المالي والشفافية المطلوبة فلا يجوز ان يطلب منها المزيد لأن من شأن ذلك أن يؤثر بشكل جوهري على مجمل الخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين.
واستعرض ابو هولي في كلمته اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، مشيرا الى ان ثلثي سكان قطاع غزة من اللاجئين لا يزال يعاني تبعات الحصار الخانق والحروب التي تسببت في دمار كبير، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتردي البنية التحتية كالمياه والكهرباء، والتدهور المستمر في الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وزيادة اليأس والاحباط.
واوضح ان النزاع الدموي في سورية لم يستثن نصف مليون لاجئ فلسطيني تعرضوا للنزوح من مخيماتهم وتشتيتهم داخل سوريا وخارجها الذين باتوا يعتمون على المساعدات الطارئة يضاف لها المخيمات الفلسطينية في لبنان وخاصة مخيم نهر البارد الذي لا يزال معظم سكانه مشتتون خارجه بعد تدميره وتأخر استكمال إعادة إعماره .
واضاف ان ما تعانيه الضفة الغربية والقدس من تسارع الاستيطان واستمرار بناء الجدار ومصادرة الاراضي وهدم البيوت والترحيل القسري علاوة على القيود المفروضة على تحركات الموطنين ساهم في تدمير سبل المعيشه التقليدية وزاد من الاعباء الملقاة على وكالة الغوث .
وفي ختام كلمته ثمن د. ابو هولي جهود الأونروا وعملها المتواصل لتأمين الموارد المالية التي تمكنها من الوفاء بالتزامها نحو اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الخدمات الأساسية لهم وتقديم المساعدة الإنسانية الطارئة لمن هم بأمس الحاجة لها من اللاجئين الفلسطينيين وتطلعها لتمويل كاف ومستدام وقابل للتوقع في مواجهة عجز الموازنة الذي يتكرر سنويا بسبب الزيادة الطبيعية في تعداد اللاجئين وتردي الأوضاع المعيشية والأمنية التي زادت من الأعباء الملقاة على الأونروا .
كما عبر عن امتنانه للدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين وما تقدمه من خدمات وتسهيلات ساهمت في تخفيف معانتهم وكذلك الجهات المانحة الدولية، على دعمها المبدئي للوكالة، وهو ما يعكس مدى جدية المجتمع الدولي في التمسك بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين.